الناس فيها، فسمي باسمها، والغراء: البيضاء أي أنها مملوءة بالشحم والدهن. وفي حديث أبي قتادة: ناديا جفنة الركب أي الذي يطعمهم ويشبعهم، وقيل: أراد يا صاحب جفنة الركب فحذف المضاف للعلم بأن الجفنة لا تنادى ولا تجيب. وجفنة: قبيلة من الأزد، وفي الصحاح:
قبيلة من اليمن. وآل جفنة: ملوك من أهل اليمن كانوا استوطنوا الشأم، وفيهم يقول حسن بن ثابت:
أولاد جفنة حول قبر أبيهم، قبر ابن مارية الكريم المفضل.
وأراد بقوله عند قبر أبيهم أنهم في مساكن آبائهم ورباعهم التي كانوا ورثوها عنهم. وجفينة: اسم خمار. وفي المثل: عند جفينة الخبر اليقين، كذا رواه أبو عبيد وابن السكيت. قال ابن السكيت: ولا تقل جهينة، وقال أبو عبيد في كتاب الأمثال: هذا قول الأصمعي، وأما هشام ابن محمد الكلبي فإنه أخبر أنه جهينة، وكان من حديثه: أن حصين بن عمرو بن معاوية بن عمرو ابن كلاب خرج ومعه رجل من جهينة يقال له الأخنس، فنزلا منزلا، فقام الجهني إلى الكلابي وكانا فاتكين فقتله وأخذ ماله، وكانت صخرة بنت عمرو بن معاوية تبكيه في المواسم، فقال الأخنس:
كصخرة إذ تسائل في مراح وفي جرم، وعلمهما ظنون (* قوله وفي جرم كذا في النسخ، والذي في الميداني: وأنمار بدل وفي جرم).
تسائل عن حصين كل ركب، وعند جهينة الخبر اليقين.
قال ابن بري: رواه أبو سهل عن خصيل، وكان ابن الكلبي بهذا النوع من العلم أكبر من الأصمعي، قال ابن بري: صخرة أخته، قال: وهي صخيرة بالتصغير أكثر، ومراح: حي من قضاعة، وكان أبو عبيد يرويه حفينة، بالحاء غير معجمة، قال ابن خالويه: ليس أحد من العلماء يقول وعند حفينة بالحاء إلا أبو عبيد، وسائر الناس يقول جفينة وجهينة، قال:
والأكثر على جفينة، قال: وكان من حديث جفينة فيما حدث به أبو عمر الزاهد عن ثعلب عن ابن الأعرابي قال: كان يهودي من أهل تيماء خمار يقال له جفينة جار النبي ضربه ابن مرة، وكان لبني سهم جار يهودي خمار أيضا يقال له غصين، وكان رجل غطفاني أتى جفينة فشرب عنده فنازعه أو نازع رجلا عنده فقتله وخفي أمره، وكانت له أخت تسأل عنه فمرت يوما على غصين وعنده أخوها، وهو أخو المقتول، فسألته عن أخيها على عادتها، فقال غصين:
تسائل عن أخيها كل ركب، وعند جفينة الخبر اليقين.
فلما سمع أخوها وكان غصين لا يدري أنه أخوها ذهب على جفينة فسأله عنه فناكره فقتله، ثم إن بني صرمة شدوا على غصين فقتلوه لأنه كان سبب قتل جفينة، ومضى قومه إلى حصين بن الحمام فشكوا إليه ذلك فقال: قتلتم يهودينا وجارنا فقتلنا يهوديكم وجاركم، فأبوا ووقع بينهم قتال شديد. والجفن: اسم موضع.
* جلن: التهذيب: الليث جلن حكاية صوت باب ذي مصراعين، فيرد أحدهما فيقول جلن، ويرد الآخر فيقول بلق، وأنشد:
فتسمع في الحالين منه جلن بلق.