أي فاته به، وتفوت عليه في ماله أي فاته به. وقوله في الحديث: إن رجلا تفوت على أبيه في ماله، فأتى أبوه النبي، صلى الله عليه وسلم، فذكر له ذلك، فقال:
أردد على ابنك ماله، فإنما هو سهم من كنانتك، قوله: تفوت، مأخوذ من الفوت، تفعل منه، ومعناه: أن الابن لم يستشر أباه، ولم يستأذنه في هبة مال نفسه، فأتى الأب رسول الله، صلى الله عليه وسلم، فأخبره، فقال: ارتجعه من الموهوب له، واردده على ابنك، فإنه وما في يده تحت يدك، وفي ملكتك، فليس له أن يستبد بأمر دونك، فضرب، كونه سهما من كنانته، مثلا لكونه بعض كسبه، وأعلمه أنه ليس للابن أن يفتات على أبيه بماله، وهو من الفوت السبق. تقول: تفوت فلان على فلان في كذا، وافتات عليه إذا انفرد برأيه دونه في التصرف فيه. ولما ضمن معنى التغلب عدي بعلى.
ورجل فويت، منفرد برأيه، وكذلك الأنثى. وزعموا أن رجلا خرج من أهله، فلما رجع قالت له امرأته: لو شهدتنا لأخبرناك، وحدثناك بما كان، فقال لها: لن تفاتي، فهاتي.
والفوت: الخلل والفرجة بين الأصابع، والجمع أفوات. وهو مني فوت اليد أي قدر ما يفوت يدي، حكاها سيبويه في الظروف المخصوصة. وقال أعرابي لصاحبه: ادن دونك، فلما أبطأ قال له: جعل الله رزقك فوت فمك أي تنظر إليه قدر ما يفوت فمك، ولا تقدر عليه، وتقول: هو مني فوت الرمح أي حيث لا يبلغه. وموت الفوات: موت الفجأة. وفي حديث أبي هريرة، قال:
مر النبي، صلى الله عليه وسلم، تحت جدار مائل، فأسرع المشي، فقيل: يا رسول الله، أسرعت المشي، فقال: إني أكره موت الفوات، يعني موت الفجاءة، وفي رواية: أخاف موت الفوات، هو من قولك: فاتني فلان بكذا أي سبقني به. ابن الأعرابي: يقال لموت الفجأة: الموت الأبيض، والجارف، واللافت، والفاتل، وهو الموت الفوات والفوات، وهو أخذة الأسف، وهو الوحي، ويقال:
مات فلان موت الفوات أي فوجئ.
فصل القاف * قتت: القت: الكذب المهيأ، والنميمة.
قت يقت قتا، وقت بينهم قتا: نم.
وفي الحديث: لا يدخل الجنة قتات، هو النمام.
والقتيتى، مثال الهجيرى: تتبع النمائم، وهي النميمة. ورجل قتوت، وقتات، وقتيتى: نمام، يقت الأحاديث قتا أي ينمها نما، وقيل: هو الذي يستمع أحاديث الناس من حيث لا يعلمون، نمها أو لم ينمها. وقال خالد بن جنبة: القتات الذي يتسمع أحاديث الناس، فيخبر أعداءهم، وقيل: هو الذي يكون مع القوم يتحدثون فينم عليهم، وقيل: هو الذي يتسمع على القوم، وهم لا يعلمون فينم عليهم. وامرأة قتاتة، وقتوت: نموم.
والقساس: الذي يسأل عن الأخبار، ثم ينمها.
وقول مقتوت: مكذوب، قال رؤبة:
قلت، وقولي عندهم مقتوت أي كذب، وقيل: مقتوت موشي به، منقول، وقيل: معناه أن أمري عندهم زري، كالنميمة