شاب، فإن ذكرت السن قلت: حديث السن، وهؤلاء غلمان حدثان أي أحداث. وكل فتي من الناس والدواب والإبل: حدث، والأنثى حدثة. واستعمل ابن الأعرابي الحدث في الوعل، فقال:
إذا كان الوعل حدثا، فهو صدع.
والحديث: الجديد من الأشياء. والحديث: الخبر يأتي على القليل والكثير، والجمع: أحاديث، كقطيع وأقاطيع، وهو شاذ على غير قياس، وقد قالوا في جمعه: حدثان وحدثان، وهو قليل، أنشد الأصمعي:
تلهي المرء بالحدثان لهوا، وتحدجه، كما حدج المطيق وبالحدثان أيضا، ورواه ابن الأعرابي: بالحدثان، وفسره، فقال:
ذا أصابه حدثان الدهر من مصائبه ومرازئه، ألهته بدلها وحديثها عن ذلك وقوله تعالى: إن لم يؤمنوا بهذا الحديث أسفا، عنى بالحديث القرآن، عن الزجاج. والحديث: ما يحدث به المحدث تحديثا، وقد حدثه الحديث وحدثه به. الجوهري: المحادثة والتحادث والتحدث والتحديث: معروفات.
ابن سيده: وقول سيبويه في تعليل قولهم: لا تأتيني فتحدثني، قال:
كأنك قلت ليس يكون منك إتيان فحديث، غنما أراد فتحديث، فوضع الاسم موضع المصدر، لأن مصدر حدث إنما هو التحديث، فأما الحديث فليس بمصدر. وقوله تعالى: وأما بنعمة ربك فحدث، أي بلغ ما أرسلت به، وحدث بالنبوة التي آتاك الله، وهي أجل النعم.
وسمعت حديثي حسنة، مثل خطيبى، أي حديثا. والأحدوثة: ما حدث به. الجوهري: قال الفراء: نرى أن واحد الأحاديث أحدوثة، ثم جعلوه جمعا للحديث، قال ابن بري: ليس الأمر كما زعم الفراء، لأن الأحدوثة بمعنى الأعجوبة، يقال: قد صار فلان أحدوثة. فأما أحاديث النبي، صلى الله عليه وسلم، فلا يكون واحدها إلا حديثا، ولا يكون أحدوثة، قال: وكذلك ذكره سيبويه في باب ما جاء جمعه على غير واحده المستعمل، كعروض وأعاريض، وباطل وأباطيل.
وفي حديث فاطمة، عليها السلام: أنها جاءت إلى النبي، صلى الله عليه وسلم، فوجدت عنجه حداثا أي جماعة يتحدثون، وهو جمع على غير قياس، حملا على نظيره، نحو سامر وسمار فإن السمار المحدثون. وفي الحديث: يبعث الله السحاب فيضحك أحسن الضحك ويتحدث أحسن الحديث. قال ابن الأثير: جاء في الخبر أن حديثه الرعد، وضحكه البرق، وشبهه بالحديث لأنه يخبر عن المطر وقرب مجيئه، فصار كالمحدث به، ومنه قول نصيب:
فعاجوا، فأثنوا بالذي أنت أهله، ولو سكتوا، أثنت عليك الحقائب وهو كثير في كلامهم. ويجوز أن يكون أراد بالضحك: افترار الأرض بالنبات وظهور الأزهار، وبالحديث: ما يتحدث به الناس في صفة النبات وذكره، ويسمى هذا النوع في علم البيان: المجاز التعليقي، وهو من أحسن أنواعه.
ورجل حدث وحدث وحدث وحديث ومحدث، بمعنى واحد: كثير الحديث، حسن السياق له، كل هذا على النسب ونحوه.
والأحاديث، في الفقه وغيره، معروفة.