شرح الرضي على الكافية - رضي الدين الأستراباذي - ج ٤ - الصفحة ٥٠٠
ولم يلحقوها النونات في الأمثلة الخمسة، نحو: يضربانه، ويضربونه، وتضربينه.. 1، لأن النون علامة الرفع فهي كالحركة الأعرابية، وقد منع بعض البصريين أن يقال: انطلقنه، وضربنه لالتباس الأول بضمير المصدر، والثاني بالمفعول به، وليس بشئ، لأن الخليل حكى: انطلقنه عن العرب 2، ولو كان اللبس مانعا لم يقولوا: أعطيتكه، وإنه، وليته ولعله، واعلمنه، وقد استعملوا في بعض ذلك: الألف مكان الهاء، لمشابهتها لها وذلك في: أنا، وحيهلا، ولم يلحقوها آخر نحو: لا رجل، ويا زيد، ونحو: خمسة عشر، لأن حركة البناء عارضة، فتشبه، لذلك، الحركة الأعرابية، وكذا لم يلحقوها آخر الماضي المجرد، لأنه إنما حرك، كما ذكرنا في بابه، لمشابهته المعرب، فكأن حركته إعرابية، فلم يقولوا: ضربه، وإذا كانت الكلمة مما ذهب لامها، جزما، أو وقفا، فإن بقيت على حرف واحد، فهاء السكت واجبة، نحو: ره، وقه، لاستحالة الوقف على المتحرك والابتداء بالساكن، وإن كانت على أكثر من حرف نحو: اغزه، وارمه، واخشه، ولم يغزه، ولم يرمه، ولم يخشه، فالهاء في مثلها ليست بواجبة، لكنها ألزم ههنا منها في نحو: ثمة، ومسلمونه، لأنك إذا لم تأت بها سكنت آخر الكلمة بعد حذف حرف منها، وهو إجحاف، وهي في نحو: أعه وأقه، في قولك إن تع أعه، وإن تق أقه، ألزم 3 منها في:
،

(1) ذكر ثلاثة من الأمثلة الخمسة، والباقيان هما تفعلان وتفعلون، (2) نقله عنه سيبويه في الكتاب ج 2 ص 279، (3) أي أشد لزوما، ونقل ابن هشام في أوضح المسالك، رأي ابن مالك في وجوب هاء السكت في هذا النوع ورد عليه ردا قويا
(٥٠٠)
مفاتيح البحث: الضرب (1)، المنع (1)، الوجوب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 495 496 497 498 499 500 501 502 503 504 505 ... » »»
الفهرست