واشتريت، والفرق بين (بعت) الإنشائي، و: (أبيع) المقصود به الحال، أن قولك:
أبيع، لا بد له من بيع خارج حاصل بغير هذا اللفظ، تقصد بهذا اللفظ مطابقته لذلك الخارج، فإن حصلت المطابقة المقصودة فالكلام صدق، وإلا فهو كذب، فلهذا قيل:
إن الخبر محتمل للصدق والكذب، فالصدق محتمل اللفظ من حيث دلالته عليه، والكذب محتمله ولا دلالة للفظ عليه، وأما: (بعت) الإنشائي فإنه لا خارج له تقصد مطابقته، بل البيع يحصل في الحال بهذا اللفظ، وهذا اللفظ موجد له، فلهذا قيل:
إن الكلام الإنشائي لا يحتمل الصدق والكذب: وذلك لأن معنى الصدق : مطابقة الكلام للخارج، والكذب، عدم مطابقته له، فإذا لم يكن هناك خارج، فكيف تكون المطابقة وعدمها.
واعلم أن الماضي ينصرف إلى الاستقبال بالإنشاء الطلبي: إما دعاء، نحو: رحمك الله، وإما أمرا، كقول علي رضي الله عنه في النهج: (أجزأ امرؤ قرنه، وآسى آخاه بنفسه) 1، وينصرف إليه أيضا، بالاخبار عن الأمور المستقبلة مع قصد القطع بوقوعها، كقوله تعالى: (ونادى أصحاب الجنة أصحاب النار) 2، و: (وسيق الذين... 3)، والعلة في الموضعين: أنه من حيث إرادة المتكلم لوقوع الفعل قطعا:
كأنه وقع ومضى، ثم هو يخبر عنه. وينصرف إليه، أيضا، إذا كان منفيا بلا، أو إن، في جواب القسم، نحو: والله لا فعلت، أو: إن فعلت، فلا يلزم تكرير (لا)، كما يلزم في الماضي الباقي على معناه، قال:
.