الكوفة قد قالوا فيك مقالة أكرهها قال: وما يقولون يا أمير المؤمنين قال: يقولون إن الحسن بن علي عي اللسان لا يقوم بحجة وإن هذه الأعواد، فأخبر الناس فقال: يا أمير المؤمنين لا أستطيع الكلام وأنا أنظر إليك فقال أمير المؤمنين (عليه السلام) إني متخلف عنك فناد أن الصلاة جامعة فاجتمع المسلمون فصعد (عليه السلام) المنبر فخطب خطبة بليغة وجيزة فضج المسلمون بالبكاء ثم قال:
أيها الناس اعقلوا عن ربكم ﴿إن الله اصطفى آدم ونوحا وآل إبراهيم وآل عمران على العالمين * ذرية بعضها من بعض والله سميع عليم﴾ (1).
فنحن الذرية من آدم والأسرة من نوح والصفوة من إبراهيم والسلالة من إسماعيل وآل من محمد (صلى الله عليه وآله) نحن فيكم كالسماء المرفوعة والأرض المدحوة والشمس الضاحية وكالشجرة الزيتونة لا شرقية ولا غربية التي بورك زيتها النبي أصلها وعلي فرعها ونحن والله ثمرة تلك الشجرة فمن تعلق بغصن من أغصانها نجا ومن تخلف عنها فإلى النار هوى فقام أمير المؤمنين (عليه السلام) من أقصى الناس يسحب رداءه من خلفه حتى علا المنبر مع الحسن (عليه السلام) فقبل بين عينيه ثم قال يا ابن رسول الله أثبت على القوم حجتك أوجبت عليهم طاعتك فويل لمن خالفك (2).
[49] - 30 - قال ابن عساكر:
أخبرنا أبو بكر الشاهد، أنبأنا الحسن بن علي العدل، أنبأنا محمد بن العباس الخزاز، أنبأنا أحمد بن معروف الخشاب، أنبأنا الحسين بن محمد الفقيه، أنبأنا محمد بن سعد، أنبأنا الفضل بن دكين، أنبأنا معمر بن يحيى بن سام، قال: سمعت