وأخفيت سرائر آخرين وأمضيت ما قضيت وأخرت ما لا فوت عليك فيه وحملت العقول ما تحملت في غيبك ليهلك من هلك عن بينة ويحيى من حي عن بينة وإنك أنت السميع العليم الأحد البصير وأنت الله المستعان وعليك التوكل وأنت ولى من توليت لك الأمر كله تشهد الانفعال وتعلم الاختلال وترى تخاذل أهل الخبال وجنوحهم إلى ما جنحوا إليه من عاجل فان، وحطام عقباه حميم آن، وقعود من قعد وارتداد من ارتد وخلوي من النصار، وانفرادي من الظهار، وبك اعتصم، وبحبلك أستمسك، وعليك أتوكل، اللهم فقد تعلم أني ما ذخرت جهدي ولا منعت وجدي حتى أنفل حدي وبقيت وحدي فأتبعت طريق من تقدمني في كف العادية وتسكين الطاغية عن دماء أهل المشايعة وحرست ما حرسه أوليائي من أمر آخرتي ودنياي فكنت ككظمهم أكظم وبنظامهم أنتظم ولطريقهم أتسنم وبميسهم أتسم، حتى يأتي نصرك وأنت ناصر الحق، وعونه وإن بعد المدى من المرتاد ونأى الوقت عن إفناء الأضداد، اللهم صل على محمد وآله وأمرجهم مع النصاب في سرمد العذاب وأعم عن الرشد أبصارهم وسكعهم في غمرات لذاتهم حتى تأخذهم بغته وهم غافلون، وسحرة وهم نائمون بالحق الذي تظهره واليد التي تبطش بها والعلم الذي تبديه إنك كريم عليم (1).
[428] - 11 - قال الدولابي:
حدثني الفضل بن العباس - أبو العباس الحلبي - حدثنا أبو صالح الفراء، حدثنا أبو إسحاق الفزاري، عن الحسن بن عبيد الله، عن بريد بن أبي مريم، عن أبي الحوراء قال: قلت للحسن بن على (عليهما السلام): مثل من كنت في عهد رسول الله (صلى الله عليه وآله)؟ وماذا