لعتاب بن أسيد عهدا على مكة وكتب في أوله:
من محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) إلى جيران بيت الله الحرام، وسكان حرم الله، أما بعد:
فمن كان منكم بالله مؤمنا، وبمحمد رسوله في أقواله مصدقا، وفي أفعاله مصوبا، ولعلي أخي محمد رسوله ونبيه وصفيه ووصيه وخير خلق الله بعده مواليا فهو منا وإلينا ومن كان لذلك أو لشيء منه مخالفا فسحقا وبعدا لأصحاب السعير لا يقبل الله شيئا من أعماله وإن عظم وكبر يصليه نار جهنم خالدا مخلدا أبدا وقد قلد محمد رسول الله عتاب بن أسيد أحكامكم ومصالحكم وقد فوض إليه تنبيه غافلكم، وتعليم جاهلكم، وتقويم أود مضطربكم، وتأديب من زال عن أدب الله منكم لما علم من فضله عليكم من موالاة محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) ومن رجحانه في التعصب لعلي ولي الله فهو لنا خادم وفي الله أخ ولأوليائنا موال، ولأعدائنا معاد، وهو لكم سماء ظليلة وأرض زكية، وشمس مضيئة، قد فضله الله على كافتكم بفضل موالاته ومحبته لمحمد وعلي والطيبين من آلهما وحكمه عليكم يعمل بما يريد الله فلن يخليه من توفيقه. كما أكمل من موالاة محمد وعلي (عليهما السلام) شرفه وحظه لا يؤامر رسول الله ولا يطالعه، بل هو السديد الأمين، فليطمع المطيع منكم بحسن معاملته شريف الجزاء وعظيم الحباء وليتوقى المخالف له شديد العذاب، وغضب الملك العزيز الغلاب، ولا يحتج محتج منكم في مخالفته بصغر سنه، فليس الأكبر هو الأفضل، بل الأفضل هو الأكبر، وهو الأكبر في موالاتنا وموالاة أوليائنا، ومعاداة أعدائنا، فلذلك جعلناه الأمير عليكم والرئيس عليكم، فمن أطاعه فمرحبا به ومن خالفه فلا يبعد الله غيره.
قال: فلما وصل إليهم عتاب وقرأ عهده ووقف فيهم موقفا ظاهرا نادى في