(عليهما السلام) يا ابن رسول الله لم داهنت معاوية وصالحته وقد علمت أن الحق لك دونه وان معاوية ضال باغ فقال: يا أبا سعيد ألست حجة الله تعالى ذكره على خلقه وإماما عليهم بعد أبي (عليه السلام)، قلت: بلى.
قال: ألست الذي قال رسول الله (صلى الله عليه وآله) لي ولأخي: " الحسن والحسين إمامان قاما أو قعدا " قلت: بلى.
قال: فأنا إذن إمام لو قمت وأنا إمام إذا لو قعدت يا أبا سعيد علة مصالحتي لمعاوية علة مصالحة رسول الله (صلى الله عليه وآله) لبني ضمرة، وبني أشجع، ولأهل مكة حين انصرف من الحديبية أولئك كفار بالتنزيل، ومعاوية وأصحابه كفار بالتأويل يا أبا سعيد إذا كنت إماما من قبل الله تعالى ذكره لم يجب أن يسفه رأيي فيما أتيته من مهادنة أو محاربة وإن كان وجه الحكمة فيما أتيته ملتبسا، ألا ترى الخضر (عليه السلام) لما خرق السفينة وقتل الغلام وأقام الجدار سخط موسى (عليه السلام) فعله لاشتباه وجه الحكمة عليه حتى أخبره فرضى.
هكذا أنا، سخطتم علي بجهلكم بوجه الحكمة فيه ولو لا ما أتيت لما ترك من شيعتنا على وجه الأرض أحد إلا قتل (1).
[153] - 73 - روى الطبرسي:
وعن الأعمش، عن سالم بن أبي الجعد، قال: حدثني رجل منا، قال: أتيت الحسن بن علي (عليهما السلام) فقلت: يا ابن رسول الله أذللت رقابنا، وجعلتنا معشر الشيعة عبيدا، ما بقي معك رجل.