لله تعالى ولرسوله (صلى الله عليه وآله) وأول من آمن وصدق الله ورسوله، وقد قال الله تعالى في كتابه المنزل على نبيه المرسل ﴿أفمن كان على بينة من ربه ويتلوه شاهد منه﴾ (١) فرسول الله الذي على بينة من ربه، وأبي الذي يتلوه، وهو شاهد منه وقد قال له رسول الله (صلى الله عليه وآله) حين أمره أن يسير إلى مكة والموسم ببراءة:
" سر بها يا علي، فإني أمرت أن لا يسير بها إلا أنا أو رجل مني، وأنت هو يا علي " فعلي من رسول الله، ورسول الله منه، وقال له نبي الله (صلى الله عليه وآله) حين قضى بينه وبين أخيه جعفر بن أبي طالب ومولاه زيد بن حارثة في ابنة حمزة:
" أما أنت يا علي فمني وأنا منك، وأنت ولي كل مؤمن بعدي ".
فصدق أبي رسول الله (صلى الله عليه وآله) سابقا ووقاه بنفسه، ثم لم يزل رسول الله (صلى الله عليه وآله) في كل موطن يقدمه، ولكل شديدة يرسله ثقة منه وطمأنينة إليه، لعلمه بنصيحته لله ورسوله (صلى الله عليه وآله)، وأنه أقرب المقربين من الله ورسوله وقد قال الله عزوجل:
﴿والسابقون السابقون * أولئك المقربون﴾ (٢) وكان أبي سابق السابقين إلى الله عزوجل وإلى رسوله (صلى الله عليه وآله) وأقرب الأقربين، فقد قال الله تعالى: ﴿لا يستوي منكم من أنفق من قبل الفتح وقاتل أولئك أعظم درجة﴾ (3).
فأبي كان أولهم إسلاما وإيمانا وأولهم إلى الله ورسوله هجرة ولحوقا وأولهم على وجده ووسعه نفقة، قال سبحانه: (والذين جاءوا من بعدهم يقولون ربنا اغفر لنا ولإخواننا الذين سبقونا بالايمان ولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا