٣ - وفي الاختصاص: عن عبد الله بن محمد السائي، عن الحسن بن موسى، عن عبد الله بن محمد النهيكي، عن محمد بن سابق بن طلحة الأنصاري، قال: كان مما قال هارون لأبي الحسن (عليه السلام) حين أدخل عليه: ما هذه الدار؟ فقال: هذه دار الفاسقين، قال الله تعالى: ﴿سأصرف عن آياتي الذين يتكبرون في الأرض بغير الحق وإن يروا كل آية لا يؤمنوا بها وإن يروا سبيل الرشد لا يتخذوه سبيلا وإن يروا سبيل الغي يتخذوه سبيلا﴾ (١)، الآية.
فقال له هارون: فدار من هي؟ قال: هي لشيعتنا فترة ولغيرهم فتنة.
قال: فما بال صاحب الدار لا يأخذها؟
فقال: أخذت منه عامرة ولا يأخذها إلا معمورة.
قال: فأين شيعتك؟ فقرأ أبو الحسن (عليه السلام): ﴿لم يكن الذين كفروا من أهل الكتاب والمشركين منفكين حتى تأتيهم البينة﴾ (2).
قال: فقال له: فنحن كفار؟ قال: لا، ولكن كما قال الله: (الذين بدلوا نعمة الله كفرا وأحلوا قومهم دار البوار) (3).
فغضب عند ذلك وغلظ عليه، فقد لقيه أبو الحسن (عليه السلام) بمثل هذه المقالة، وما رهبه، وهذا خلاف قول من زعم أنه هرب منه من الخوف (4).