ذلك، فسمعناه وهو يقول في دعائه: شكرا لله جلت عظمته: إلهي كم من عدو انتضى علي سيف عداوته... إلى آخر الدعاء - وهو دعاء طويل جليل المضامين، وهو المسمى بدعاء " الجوشن الصغير ".
ثم أقبل علينا مولانا أبو الحسن (عليه السلام) وقال: سمعت أبي يحدث عن أبيه، عن جده، أنه سمع رسول الله (صلى الله عليه وآله) يقول: اعترفوا بنعمة الله عليكم، وتوبوا إلى الله من جميع ذنوبكم، فإن الله يحب الشاكرين من عباده.
وتفرق القوم فما اجتمعوا إلا لقراءة الكتاب الوارد بموت موسى بن المهدي، والبيعة لهارون الرشيد.
وفي ذلك يقول بعض من حضر موسى بن جعفر (عليه السلام) من أهل بيته، يصف تلك الدعوة وسرعة إجابتها:
وسارية لم تسر في الأرض تبتغي * محلا ولم يقطع بها العبد قاطع تمر وراء الليل والليل ضارب * بجثمانه فيه سمير وهاجع تفتح أبواب السماء ودونها * إذا قرع الأبواب منهن قارع إذا وردت لم يردد الله وفدها * على أهلها والله راء وسامع وإني لأرجو الله حتى كأنما * أرى بجميل الظن ما الله صانع (1) وهكذا مات الطاغية قبل أن ينال الإمام (عليه السلام) بسوء، وانطوت بموته صفحة سوداء من تأريخ بني العباس، وذلك في الرابع عشر من ربيع الأول سنة 170 ه.