٣ - وفي حديثه (عليه السلام) مع الراهب - عن ابن شهرآشوب - قال الراهب:
يا هذا، أنت غريب؟ قال: نعم. قال: منا أو علينا؟ قال: لست منكم. قال:
أنت من الأمة المرحومة؟ قال: نعم. قال: أفمن علمائهم أنت، أم من جهالهم؟ قال:
لست من جهالهم.
فقال: كيف طوبى أصلها في دار عيسى، وعندكم في دار محمد، وأغصانها في كل دار. فقال (عليه السلام): الشمس قد وصل ضوؤها إلى كل مكان وكل موضع، وهي في السماء.
قال: والجنة لا ينفد طعامها وإن أكلوا منه، ولا ينقص منه شيء؟ قال (عليه السلام):
السراج في الدنيا يقتبس منه ولا ينقص منه شيء.
قال: وفي الجنة ظل ممدود؟ فقال (عليه السلام): الوقت الذي قبل طلوع الشمس كله ظل ممدود، قوله تعالى ﴿ألم تر إلى ربك كيف مد الظل﴾ (1).
قال: ما يؤكل ويشرب في الجنة لا يكون بولا ولا غائطا؟ قال: الجنين في بطن أمه.
قال: أهل الجنة لهم خدم يأتونهم بما أرادوا بلا أمر؟ فقال (عليه السلام): إذا احتاج الإنسان إلى شيء عرفت أعضاؤه ذلك، ويفعلون بمراده من غير أمر.
قال: مفاتيح الجنة من ذهب أو فضة؟ قال (عليه السلام): مفتاح الجنة لسان العبد " لا إله إلا الله ".
قال الراهب: صدقت، وأسلم الجماعة معه (2).