الأفطح عبد الله. فقال: هل يفتي؟ قالوا: نعم. فاختبره في عدة مسائل، فعرف أنه ليس بصاحبه ولا يحسن شيئا.
قال أبو جعفر النيشابوري: فانصرفت من عنده، وجئت إلى ضريح النبي (صلى الله عليه وآله) فانكببت على قبره، وشكوت خيبة سفري، وقلت: يا رسول الله، بأبي أنت وأمي، إلى من أمضي في هذه المسائل التي معي؟ إلى اليهود، أم إلى النصارى، أم إلى المجوس، أم إلى فقهاء النواصب؟ فما زلت أبكي وأستغيث به، فإذا أنا بإنسان يحركني، فرفعت رأسي من فوق القبر، فرأيت عبدا أسود عليه قميص خلق، وعلى رأسه عمامة خلق. فقال لي: يا أبا جعفر النيشابوري، يقول لك مولاك موسى بن جعفر (عليه السلام): لا إلى اليهود، ولا إلى النصارى، ولا إلى المجوس، ولا إلى أعدائنا من النواصب، إلي فأنا حجة الله، قد أجبتك عما في الجزء وبجميع ما تحتاج إليه منذ أمس، فجئني به وبدرهم شطيطة الذي فيه درهم ودانقان، الذي في كيس أربعمائة درهم اللؤلؤي، وشقتها التي في رزمة الأخوين البلخيين.
قال: فطار عقلي، وجئت إلى رحلي، ففتحت وأخذت الجزء والكيس والرزمة فجئت إليه، إلى أن قال: ثم قال لي: هات الكيس، فدفعته إليه، فحله وأدخل يده فيه، وأخرج منه درهم شطيطة، وقال لي: هذا درهمها؟ فقلت: نعم.
فأخذ الرزمة وحلها، وأخرج منها شقة قطن مقصورة طولها خمسة وعشرون ذراعا، وقال لي: اقرأ عليها السلام كثيرا، وقل لها: قد جعلت شقتك في أكفاني، وبعثت إليك بهذه من أكفاننا، فاجعليها في كفنك.
ثم قال: يا معتب (1)، جئني بكيس نفقة مؤنتنا. فجاء به، فطرح درهما فيه،