3 - وعن عثمان بن سعيد، عن أبي علي بن راشد، قال: اجتمعت العصابة بنيشابور في أيام أبي عبد الله (عليه السلام)، فتذاكروا ما هم فيه من الانتظار للفرج، وقالوا:
نحن نحمل في كل سنة إلى مولانا ما يجب علينا، وقد كثرت الكاذبة، ومن يدعي هذا الأمر، فينبغي لنا أن نختار رجلا ثقة نبعثه إلى الإمام، ليتعرف لنا الأمر.
واختاروا رجلا يعرف بأبي جعفر محمد بن إبراهيم النيشابوري، ودفعوا إليه ما وجب عليهم في السنة من مال وثياب، وكانت الدنانير ثلاثين ألف دينار، والدراهم خمسين ألف درهم، والثياب ألفي شقة.
وجاءت عجوز من عجائز الشيعة الفاضلات اسمها شطيطة ومعها درهم صحيح، وشقة من غزلها تساوي أربعة دراهم، وقالت: ما يستحق علي في مالي غير هذا، فأدفعه إلى مولاي، فقال: يا امرأة، استحي من أبي عبد الله (عليه السلام) أن أحمل إليه درهما وشقة. فقالت: لم لا تفعل؟! إن الله لا يستحي من الحق، هذا الذي يستحق، فاحمل يا فلان، فلئن ألقى الله عز وجل وما له قبلي حق قل أم كثر، أحب إلي من أن ألقاه وفي رقبتي لجعفر بن محمد حق.
قال: فعوجت الدرهم وطرحته في كيس فيه أربعمائة درهم لرجل يعرف بخلف بن موسى اللؤلؤي، وطرحت الشقة في رزمة فيها ثلاثين ثوبا لأخوين بلخيين يعرفان بابني نوح بن إسماعيل، وجاءت الشيعة بالجزء الذي فيه المسائل، وكان سبعين ورقة، وكل مسألة تحتها بياض، وقد أخذوا كل ورقتين فحزموها بحزائم ثلاثة، وختموا على كل حزام بخاتم.
ثم إنه لما وصل النيشابوري إلى الكوفة سمع بنعي الإمام الصادق (عليه السلام)، فازدادت في نفسه الحيرة والأسى، فسار إلى المدينة، وجعل رحله في بعض الخانات، وسأل أهل المدينة: إلى من أوصى جعفر بن محمد؟ فقالوا: إلى ابنه