المقدمة بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي جعل كمال دينه وتمام نعمته بولاية المرتضى، وأتم الصلاة على الصادع بها محمد المحبو من الله بالرضا، وآله الدوحة البيضاء، واللعنة على أعدائهم ما طلعت شمس وقمر أضاء.
وبعد، إن حياة أمير المؤمنين ومولى الموحدين وإمام المتقين علي بن أبي طالب عليه صلوات المصلين المليئة بالحوادث المتلاطمة الجمة، تحكي في طياتها صورة مشرقة وناصعة عن الاسلام بحيث لو أتيح لأحد أن يشرح تفاصيلها لاستطاع أن يصور من خلالها الأصول العامة للاسلام الخالص من الشوائب ويبين أصالة مدرسة أهل البيت ويوضح كثيرا من الجوانب الغامضة لتاريخ صدر الاسلام والتي امتدت إليها يد التحريف التدريجي بفعل سياسة الحكام الأمويين والعباسيين.
وليس هناك مصدر أوثق ولا مستند أوضح من نفس كلام الامام أمير المؤمنين عليه السلام ليشرح لنا تفاصيل حياته المباركة.
فإن كلماته الحكيمة في توصيف سير حياته المفعمة بالحوادث جامعة وواضحة بمنزلة مرآة صافية تعكس لنا جميع الظروف التي عاصرها عليه السلام ومقتضيات تلك الظروف والمشاكل الكثيرة والاحتياجات العديدة ومئات أخرى من المسائل التي كان يعاينها الإمام عليه السلام وأيضا تبين لنا مواقفه