حياة أمير المؤمنين (ع) عن لسانه - محمد محمديان - ج ١ - الصفحة ١٥١
1 - فقد أتاك الأسد الصؤول.
من شعر له عليه السلام في جواب طلب طلحة بن أبي طلحة للمبارزة.
قد كانت راية قريش [يوم أحد] مع طلحة بن أبي طلحة العدوي من بني عبد الدار، فبرز ونادى: يا محمد، تزعمون انكم تجهزونا بأسيافكم إلى النار، ونجهزكم بأسيافنا إلى الجنة، فمن شاء أن يلحق بجنته فليبرز إلي.
فبرز إليه أمير المؤمنين عليه السلام وهو يقول:
(يا طلح إن كنت كما تقول * لنا خيول ولكم نصول - فاثبت لننظر أينا المقتول * وأينا أولى بما تقول - فقد أتاك الأسد الصؤول * بصارم ليس به فلول - بنصرة القاهر والرسول).
فقال طلحة: من أنت يا غلام؟
قال: (أنا علي بن أبي طالب).
قال: قد علمت يا قضيم (1) انه لا يجسر علي أحد غيرك.

(١) عن أبي عبد الله عليه السلام انه سئل عن معنى قول طلحة بن أبي طلحة لما بارزه علي السلام (يا قضم).
فقال عليه السلام: (ان رسول الله صلى الله عليه وآله كان بمكة لم يجسر عليه أحد لموضع أبي طالب، وأغروا به الصبيان، وكانوا إذا خرج رسول الله صلى الله عليه وآله يرمونه بالحجارة والتراب، فشكى ذلك إلى علي عليه السلام. فقال: بابي أنت وأمي يا رسول الله، إذا خرجت فأخرجني معك، فخرج رسول الله صلى الله عليه وآله ومعه أمير المؤمنين عليه السلام، فتعرض الصبيان لرسول الله صلى الله عليه وآله كعادتهم، فحمل أمير المؤمنين عليه السلام، وكان يقضمهم في وجوههم وآنافهم وآذانهم، فكانوا يرجعون باكين إلى آبائهم ويقولون: قضمنا علي، قضمنا علي. فسمي لذلك (القضيم). - تفسير القمي ج ١ ص ١١٤
(١٥١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 146 147 148 149 150 151 152 153 154 155 156 ... » »»
الفهرست