اللهم واني لأعلم أن العلم لا يأرز (1) كله، ولا تنقطع مواده وانك لا تخلي أرضك من حجة لك على خلقك، ظاهر ليس بالمطاع، أو خائف مغمور كيلا تبطل حجتك [حججك - خ] ولا يضل أولياءك بعد إذ هديتهم، بل أين هم وكم؟! أولئك الأقلون عددا والأعظمون عند الله جل ذكره قدرا، المتبعون لقادة الدين، الأئمة الهادين الذين يتأدبون بآدابهم، وينهجون نهجهم، فعند ذلك يهجم (2) بهم العلم على حقيقة الايمان، فتستجيب أرواحهم لقادة العلم، ويستنبئون (3) [يستلينون - خ] من حديثهم ما استوعر (4) على غيرهم، ويأنسون بما استوحش منه المكذبون وأباه المسرفون أولئك اتباع وصحبوا أهل الدنيا بطاعة الله تبارك وتعالى وأوليائه ودانوا بالتقية إلى دينهم والخوف من عدوهم.
فأرواحهم معلقة بالمحل الأعلى (5) فعلمائهم وأتباعهم خرس صمت في دولة الباطل منتظرون لدولة الحق ويحق الله الحق بكلماتهم، ويمحق الباطل.
ها، ها، ها (6) طوبى لهم على صبرهم على دينهم في حال هدنتهم (7)، ويا