آذى الله؟ قالا: اللهم نعم، قالت: فأشهد انكما آذيتماني (1).
وفي رواية مصباح الأنوار انها (عليها السلام) قالت بعد ذلك لعلي: إن لي إليك حاجة يا أبا الحسن، فقال: تقضى يا بنت رسول الله، فقالت: نشدتك بالله وبحق محمد رسول الله (صلى الله عليه وآله) أن لا يصلي علي أبو بكر وعمر، فإني لأكتمك حديثا، فقالت: قال لي رسول الله (صلى الله عليه وآله): يا فاطمة إنك أول من يلحق بي من أهل بيتي فكنت أكره أن أسوءك.
قال: فلما قبضت أتاه أبو بكر وعمر وقالا: لولا تخرجها حتى نصلي عليها، فقال: ما أرانا إلا كما قالت سنصبح ونرى، ثم دفنها ليلا ثم صور برجله حولها سبعة أقبر، قال: فلما أصبحوا أتوه فقالوا: يا أبا الحسن ما حملك على أن تدفن بنت رسول الله ولم نحضرها؟ قال (عليه السلام): ذلك عهدها إلي.
قال: فسكت أبو بكر، فقال عمر: والله هذا شئ في جوفك، فصار (2) إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) فأخذ بتلابيبه ثم جذبه فاسترخى في يده، ثم قال: والله لولا كتاب من الله سبق وقول من الله، والله لقد فررت يوم خيبر وفي مواطن، ثم لم ينزل الله لك توبة حتى الساعة، فأخذه أبو بكر وجذبه وقال: قد نهيتك عنه (3).
وفي رواية الإختصاص عن الصادق (عليه السلام) إنه لما حضرتها الوفاة دعت عليا (عليه السلام) فقالت: أما تضمن لي الوصية وإلا أوصيت إلى ابن الزبير، فقال علي (عليه السلام): أنا أضمن وصيتك يا بنت محمد، قالت: سألتك بحق رسول الله إذا أنا مت أن لا يشهداني ولا يصليا علي، قال: فلك ذلك.
فلما قضيت (عليها السلام) دفنها علي (عليه السلام) ليلا في بيتها، وأصبح أهل المدينة يريدون حضور جنازتها وأبو بكر وعمر كذلك، فخرج إليهما علي (عليه السلام) فقالا له: ما فعلت بابنة محمد (صلى الله عليه وآله)، أخذت في