اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٧٩٨
فاطمة (عليها السلام) بإجماع الأمة، فلو فرضنا عدم كونها نحلة لفاطمة (عليها السلام) فلا بد أن تكون باقية على ملكه إلى حين وفاته.
وهذا مسلم عند الخصم أيضا إذ لم يتمسك أبو بكر في رد فاطمة (عليها السلام) الا بالخبر الذي رواه عن النبي (صلى الله عليه وآله) من قوله: (نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة) فهو قد جعل فدكا مما تركه النبي (صلى الله عليه وآله) الا انه ادعى أن النبي قال ما تركه الأنبياء لا يكون إرثا وانما يكون صدقة بين المسلمين، ولم يقل أحد أيضا بأن الأنبياء لا يملكون بأنفسهم شيئا في حياتهم، وان كل ما يملكونه انما هو صدقة، ولا يدعيه أحد بالمرة وهو خلاف الضرورة، فمراد من روى الرواية ان الأنبياء يملكون الأموال الدنيوية مثل الرعية، لكن ما تركوه من أموالهم يكون صدقة بعد موتهم فلا يقسم بين الورثة.
الثانية: ان ورثته كانت منحصرة فيها أي في فاطمة (عليها السلام) فهي الوارثة، واما الأزواج فليس لها جهة ارث من العقار والضيعة على المشهور بين الأمة، فثبت على تقدير عدم كون فدك نحلة لها من أبيها انها حقها من جهة الإرث البتة للإجماع وعمومات الآيات، والأخبار الدالة على انتقال مال الميت وما له لورثته، وان ما تركه الميت فهو لوارثه.
ولم يدل دليل على كون عدم التوريث من جملة خصائص الأنبياء (عليهم السلام)، ولا نقل القول بذلك من أحد من المتأخرين والقدماء، وأصالة الاشتراك في الأحكام حاكمة بكونهم كالرعية، الا ما خرج بالدليل الدال على خلاف تلك الأصالة.
واما جواب أبي بكر في مقابل هذه الدعوى الثابتة بالإجماع والضرورة، فهو انه روي حينئذ قوله: نحن معاشر الأنبياء لا نورث ما تركناه صدقة، ويردها أمور:
أحدها: انه لم يكن لهذا الخبر أصل ولا فصل، بل هو قول هزل كان راويه في شك منه كما ترى ان أبا بكر أسنده في موضع إلى نفسه فقال: اني سمعت رسول الله يقول: انا معاشر الأنبياء لا نورث.
(٧٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 793 794 795 796 797 798 799 800 801 802 803 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891