فراجع ما تقدم.
و (التجلي) هو الاتضاح أي الوضوح والجلاء بنفسه، وقد مر معنى المادة، وليس المراد هنا المطاوعة إذ ظواهر القرآن بأنفسها ظاهرة بلا حاجة إلى أن يظهرها غيرها لعدم الخفاء فيها أولا، وذلك نظير قوله تعالى: ﴿فلما تجلى ربه للجبل﴾ (1)، وقول الشاعر:
ها علي بشر كيف بشر * ربه فيه تجلى وظهر (2) فإن التجلي في نحو ذلك ليس بمعنى قبول الجلاء بحسب ظاهر النظر، وانما يقال في المطاوعة فيه الانجلاء لا التجلي، ويجوز اعتبار معنى المطاوعة هنا بأن يقال: إن الله جعل ظواهر القرآن من ابتداء الأمر ظاهرة جالية، فصارت متجلية منجلية، أو ان العلم بالوضع اللغوي والعرفي صار سببا لظهور معانيها، حيث قال تعالى: (وما أرسلنا من رسول الا بلسان قومه ليبين لهم) (3).
وظاهر معنى الظواهر هو تنزيلاته في مقابل تأويلاته، ومحصل المقصود ان ذلك الكتاب لا ريب فيه ولا عيب، ولا إشكال فيه ولا شبهة من حيث ظاهره