ونزلناه تنزيلا) (1).
وورد: ان القرآن نزل جملة واحدة في ليلة القدر من عند الله سبحانه إلى البيت المعمور في شهر رمضان الذي انزل فيه القرآن، هدى للناس وبينات من الهدى والفرقان - ولذا سمي بالقرآن - ثم نزل من البيت المعمور إلى النبي (صلى الله عليه وآله) بالنجوم والأقساط في عرض ثلاث وعشرين سنة، أو في عرض عشرين سنة على اختلاف في الأخبار، ولذا سمي بالفرقان.
وأول بأنه نزل به الروح الأمين إلى قلب الرسول المتين، كما في القرآن المبين وهو البيت المعمور، ثم خرج منه إلى لسانه تدريجا في عرض مدة البعثة ليكون من المنذرين بلسان عربي مبين، وورد أيضا أن القرآن جملة الكتاب، والفرقان المحكم الواجب العمل به (2).
و (الساطع) من سطع الصبح يسطع سطوعا كمنع أي ارتفع، وكذلك الغبار والرائحة، فالنور الساطع هو اللامع المرتفع، والسطيع الصبح، والأصل من السطع - بالتحريك - بمعنى طول العنق، والساطع أيضا أول ما ينشق من الصبح مستطيلا، ومنه حديث ابن عباس: كلوا واشربوا ما دام الضوء ساطعا (3).
و (اللامع) من قولهم: لمعت الشيء - من باب منع - لمعا ولمعانا أي اختلسته، ويطلق لخفق النور واضطرابه من جهة قوته حيث إنه يكاد يخطف بالأبصار، كما يقال: لمع البرق أي أضاء، والتمع مثله.
ومنه الألمعي من الرجال للذكي المتوقد، ويلمع للسراب، والملمع للخيل الذي يكون في جسده بقع يخالف سائر لونه، ثم أطلق اللمعة - بضم اللام - اسما منه لكل بياض أولا، أو بعد ما جعلت اسما للقطعة من النبت والكلاء يأخذ في اليبس لكونه بيضاء بالنسبة إلى ما حولها، ثم تطلق من جهة المشابهة على قطعه