من البدن بقيت يابسة عند الغسل، لعدم وصول الماء إليها تشبيها باللمعة من النبت.
قولها (عليها السلام): ((بينة بصائره، منكشفة سرائره... الخ)).
(البينة) بمعنى الواضحة من بان يبين إذا ظهر، وأصل بين على فيعل إلا ان البين يائي والسيد واوي، إلا أن يجعل البين من البون فيكون هو أيضا واويا.
و (البصائر) جمع البصيرة، وقد مرت الإشارة إلى معاني مادة اللفظين، والمراد من البصيرة هنا هو سبب البصيرة وهو الحجة، كما قال تعالى: ﴿قد جاءكم بصائر من ربكم﴾ (١) أي الحجج البينات والدلالات الواضحات، يعني ان الحجج الموجودة في القرآن في بيان الأصول والفروع مما يتعلق بمسائل المعرفة والعبادة المطلوبتين من خلق الجن والإنس واضحة غير خفية، فلا يشتبهن عليكم الأمر في تلك القضية.
وإن فدكا مما أفاء الله على رسوله بلا ايجاف خيل ولا ركاب، وانه (صلى الله عليه وآله) أعطانيها بحكم آية ذوي القربى، وكذا الأمر في أمر الخلافة لقوله تعالى: ﴿إنما وليكم الله ورسوله والذين آمنوا﴾ (٢) وقوله تعالى: ﴿قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى﴾ (٣) وغير ذلك من الأمور التي بينت فيها الحجة، واتضحت بها المحجة، ليهلك من هلك عن بينة، ويحيى من حي عن بينة.
و (السرائر) جمع السريرة وهي النية الخفية والملكة الباطنية، فعيلة بمعنى مفعولة كما قيل في قوله تعالى: ﴿يوم تبلى السرائر﴾ (4) أي تختبر السرائر، وهي ما أسر في القلوب من العقائد والنيات وغيرها، أو ما خفي من الأعمال.
وقال الشيخ أبو علي: السرائر أعمال بني آدم، والفرائض التي أوجبت عليه، وهي سرائر في العبد، تختبر تلك السرائر يوم القيامة حتى يظهر خيرها وشرها.