ينبعث بنفسه كالكتاب والهدية فإن الفعل يتعدى إليه بالباء، فيقال: بعثت به.
وأوجز الفارابي فقال: بعثه أهبه وبعث به وجهه، وفي حديث علي (عليه السلام) يصف النبي (صلى الله عليه وآله): ((شهيدك يوم الدين، وبعيثك نعمة)) (1) أي مبعوثك الذي بعثته إلى الخلق أي أرسلته، فعيل بمعنى مفعول.
ومنه قوله (صلى الله عليه وآله): ((والذي بعثني بالحق نبيا)) (2) ويستعمل البعث بمعنى الإثارة أيضا، مثل: بعث الله الموتى من قبورهم أي أثارهم وأخرجهم، والحالة البعثة - بالكسر -، والمرة بالفتح.
وفي حديث حذيفة: ((إن للفتنة بعثات وتهيجات)) (3) وفي الحديث: ((أتاني الليلة آتيان فابتعثاني)) (4) أي أيقظاني من نومي، وهو أيضا راجع بالاعتبار إلى المعنى السابق.
و (الغيب) في الأصل مصدر من قولك: غاب الشيء عني غيبا وغيبة وغيابا وغيبوبة إذا ستر وخفي، ثم يطلق الغيب على كل ما غاب عنك مصدرا بمعنى الفاعل، ومنه الغيبة - بالكسر والفتح - أيضا للتكلم في غياب الإنسان وخلفه بما يغمه لو سمعه من الأمور الصادقة في حقه، وإن كان ذلك الأمر كذبا فهو بهتان في حقه.
وفي حديث وصايا النبي (صلى الله عليه وآله) إلى أبي ذر: يا أبا ذر إياك والغيبة، فإن الغيبة أشد من الزنا، قال: قلت: جعلت فداك وما الغيبة؟ قال (صلى الله عليه وآله): أن تذكر أخاك في غيابه بما يكره لو سمعه، قلت: فإن كان فيه ذاك الذي ذكرته به؟ قال (صلى الله عليه وآله): ذلك هو الغيبة، وإلا فهو بهتان