اللمعة البيضاء - التبريزي الأنصاري - الصفحة ٣٠١
ونخلها، فأخذها عمر ودفع إليهم قيمة النصف الذي لهم، وكان مبلغ ذلك خمسين ألف درهم، أعطاهم إياها من مال أتاه من العراق، وأجلاهم إلى الشام (1).
وروى ابن شهرآشوب ان النبي (صلى الله عليه وآله) لما توجه إلى فتح قلاع فدك تحصن أهلها في واحدة منها، فناداهم بقوله: ما تفعلون، وما يؤمنكم أن تكونوا آمنين في هذا الحصن، لو تركتكم في هذه القلعة وأمضي إلى سائر قلاعكم وأفتحها، وأتصرف جميع أموالكم التي فيها؟! قالوا: إن لنا حفظة عليها وهي مقفلة عندهم أو عندنا مفاتيحها.
قال (صلى الله عليه وآله): بل أعطاني الله مفاتيحها وهي الآن في يدي، فأخرجها من كمه وقال: انظروا إليها، فلما رأوا ذلك اتهموا رجلا سلموا المفاتيح إليه بأنه صبا إلى دين محمد (صلى الله عليه وآله)، وأعطى المفاتيح له وعاتبوه في ذلك أشد معاتبة، فحلف أن المفاتيح عنده، وانه جعلها في سفط في صندوق أخفاه في دار محكمة مقفلة.
فلما ذهب إليها رأى الأقفال على حالها ولم ير المفاتيح في مكانها، فرجع وقال: أنا علمت أن هذا الرجل نبي لا غير، لأني كنت ضبطت الأقفال، وقرأت عليها آيات من التوراة لدفع السحر عنها باعتقاد ان هذا الرجل ساحر، وقوة عمله بالسحر، وحال جميع الأقفال على حالها، والمفاتيح مفقودة من مواضعها ومحالها، فقالوا له (صلى الله عليه وآله): من أعطاك المفاتيح؟ قال: الذي أعطى الألواح لموسى أرسلها إلي بيد جبرئيل، ففتحوا حينئذ القلعة وأسرعوا إلى خدمته.
فأسلم بعضهم فأخذ النبي (صلى الله عليه وآله) الخمس من أموالهم، وترك الباقي لهم، ومن لم يسلم تصرف أملاكهم وأموالهم وخلاهم وبالهم.
فنزل جبرئيل بقوله تعالى: (فآت ذا القربى حقه) أي فاطمة فدكا، فإنها ميراثها أي بدل ميراثها من أمها خديجة وأختها هند بنت أبي هاله، فرجع (صلى الله عليه وآله) إلى المدينة وطلب فاطمة (عليها السلام)، وكتب الوثيقة

(٣٠١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 296 297 298 299 300 301 302 303 304 305 306 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 لمحة عن حياة المؤلف 5
2 اسمه ونسبه: 5
3 حياته العلمية: 5
4 أقوال أصحاب التراجم في حقه: 6
5 أولاده وذراريه: 7
6 آثاره وتأليفاته: 7
7 شعره وأدبه: 10
8 وفاته: 17
9 منهج التحقيق: 17
10 بعض فضائل خديجة الكبرى 22
11 بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 23
12 عدم جواز الفصل بين النبي والآل 27
13 الفرق بين أولاد فاطمة وغيرهم 32
14 " تتميم ": الكلام في أن ولد البنت ولد 36
15 كلام ابن أبي الحديد في الحسنين 42
16 الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام) 43
17 تتميم الكلام في بعض فضائل الزهراء (عليها السلام): 52
18 ذكر المقامات الأربعة للمعصومين 62
19 فصل: في أن عليا نفس رسول الله 66
20 " تمهيد مقال لبيان حال " 71
21 صور الوضع اللفظي 77
22 في طهارة دم المعصومين 84
23 الأخبار الدالة على طهارة دم المعصوم 90
24 فصل في أسماء فاطمة الزهراء (عليها السلام) 95
25 الأخبار في تسميتها بفاطمة 95
26 الأخبار في تسميتها بالزهراء 104
27 الأخبار في تسميتها بالإنسية الحوراء 113
28 الفرق بين الملك والجن والشيطان 117
29 في كونها (عليها السلام) أم أبيها 122
30 في وجه تكنية الحسين (عليه السلام) بأبي عبد الله 127
31 سائر ألقابها وكناها (عليها السلام) 131
32 في تسميتها ببضعة الرسول 131
33 في تسميتها بمشكاة الضياء وفي تفسير آية النور 144
34 تفصيل في بيان التمثيل: 151
35 تتميم الكلام بكلام أربعة نفر من الأعلام: 160
36 تحقيق من المصنف 169
37 في تسميتها (عليها السلام) بسيدة النساء 177
38 في تسميتها (عليها السلام) بأم الأئمة 185
39 في تسميتها (عليها السلام) بالمحدثة 195
40 في تسميتها (عليها السلام) بالبتول 201
41 تكميل: في باقي أسمائها (عليها السلام) 203
42 في بيان الفواطم 206
43 فصل في فضائل الأئمة (عليهم السلام) 208
44 فصل في ولادة الزهراء (عليها السلام) 227
45 في فضائل خديجة سلام الله عليها 230
46 في تاريخ ولادة الزهراء (عليها السلام) ومدة عمرها 233
47 تتميم: في خصائصها وبعض معجزاتها 234
48 عقد مفصل بالشذور في عقد النور من النور: 237
49 فصل: في خطبتها (عليها السلام) 237
50 فصل: في تزويجها في السماء 244
51 فصل: في تزويجهما في الأرض 252
52 فصل: مجيء الأصحاب بالتحف والهدايا 261
53 فصل في أولاد فاطمة (عليها السلام) 279
54 فصل في نقش خاتمها وأدعيتها (عليها السلام) 284
55 فصل وأما الكلام في ذكر فدك والعوالي وغصبها عنها 292
56 فصل: العلة في غصب فدك والعوالي 304
57 فصل في ذكر احتجاجات فاطمة (عليها السلام) 309
58 مصادر الخطبة الشريفة 317
59 دفع إشكالين 321
60 الشروع في شرح الخطبة 326
61 في معنى الإجماع 327
62 كتاب تبع اليمن إلى النبي (صلى الله عليه وآله) 338
63 فصل الأخبار في دعوى فدك 746
64 الفصل الأول 767
65 الفصل الثاني 782
66 دفع إشكالين: 823
67 " تنبيه " 843
68 في بيان حالات الزهراء (عليها السلام) ووفاتها 847
69 خاتمة " في تظلمها يوم القيامة وكيفية مجيئها إلى المحشر " 891