(ما أفاء الله على رسوله...) الآية (1).
ثم غلق الباب ودفع المفاتيح إليه، فجعله رسول الله (صلى الله عليه وآله) في غلاف سيفه وهو معلق بالرحل، ثم ركب وطويت له الأرض، فأتاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) وهم على مجالسهم لم يتفرقوا ولم يبرحوا، فقال (صلى الله عليه وآله): قد انتهينا إلى فدك، واني قد أفاءها الله علي.
فغمز المنافقون بعضهم بعضا فقال (صلى الله عليه وآله): هذه مفاتيح فدك، فأخرجها من غلاف سيفه، فركبوا ولما دخلوا المدينة دخل النبي (صلى الله عليه وآله) على فاطمة (عليها السلام) وقال: يا بنية ان الله قد أفاء على أبيك فدك واختصه بها، فهي له خاصة دون المؤمنين، أفعل بها ما أشاء، وانه قد كان لأمك خديجة على أبيك مهر، وان أباك قد جعلها لك بذلك، وأنحلها لك ولولدك بعدك.
ودعا علي بن أبي طالب (عليه السلام) فقال: اكتب لفاطمة بفدك نحلة من رسول الله (صلى الله عليه وآله)، فشهد على ذلك علي (عليه السلام) ومولى رسول الله (صلى الله عليه وآله) وأم أيمن، فقال رسول الله (صلى الله عليه وآله): إن أم أيمن امرأة من أهل الجنة، وجاء أهل فدك إلى النبي (صلى الله عليه وآله) فقاطعهم في النصف على أربعة وعشرين ألف دينار في كل سنة (2).
وفي رواية أخرى: سبعين ألف دينار.
قال ابن أبي الحديد بعد ذكر مصالحة فدك مع أهلها على النصف: فلم يزل الأمر كذلك حتى أخرجهم عمر وأجلاهم، بعد أن عوضهم عن النصف الآخر الذي كان لهم عوضا عن إبل وغيرها (3).
وروى أيضا أنه لما أجلاهم عمر بعث إليهم من يقوم الأموال، بعث أبا الهيثم بن التيهان، وفروة بن عمر، وحباب بن صخر، وزيد بن ثابت، فقوموا أرض فدك