النورانية الاعتدالية، يكاد الإيمان يظهر منه من جهة كمال الاستعداد والقابلية.
أو المراد النور الذي خلق منه المؤمن، فهو في طينته الكامنة في باطنه، يوقد من شجرة القدرة الإلهية، أو الرحمة الرحيمية التي لا إفراط فيها ولا تفريط، يكاد زيتها يضيء لأنه أرحم الراحمين وأقدر القادرين، ولو لم تمسسه نار تتقد من أشجار القابليات.
أو المراد هو نور الإيمان في قلب المؤمن في صدره، ويؤيده قراءة أبي: مثل نور من آمن به، أو مثل نوره الذي أعطى المؤمن، قال محمد بن إبراهيم البوسيجي:
من قال إن النور الذي في قلب المؤمن هو مخلوق فهو جهنمي.
أو المراد من النور هو الحق، شبهه بالنور في ظهوره وبيانه كما في آية:
﴿يخرجهم من الظلمات إلى النور﴾ (1) أي من الباطل إلى الحق، يوقد هذا النور من شجرة مباركة هي المؤمن نفسه، كما في الخبر، أو هي نفس المؤمن فإن النفس كالشجرة في تطوراتها، وتشعب تعلقات أفعالها، وثمرتها الأحكام الوجودية والتشريعية، والمؤمن أو نفسه لا يهودي ولا نصراني، يكاد نوره الأصلي يظهر بالإيمان ولو لم تمسسه نار الدعوة.
أو الشجرة هي شجرة الإخلاص لله وحده لا شريك له في مراتب التوحيد الأربع، وهذه الشجرة لا يصيبها الشمس على أي حال لا إذا طلعت ولا إذا غربت، وكذلك المؤمن يحترز من أن يصيبه شئ من الفترة، فهو بين خصال أربع: إن أعطي شكر، وإن ابتلي صبر، وإن حكم عدل، وإن قال صدق، نور على نور أي ينقلب في خمسة من نور: علمه نور، وكلامه نور، ومدخله نور، ومخرجه نور، ومصيره يوم القيامة إلى الجنة نور (2).
أو ان إيمان المؤمن من نور، وقلبه نور، وصدره نور، بل ظله نور، وإلا لم يقبل الإيمان، وحاصل إخلاصه نور، ونظير الوجهين هنا في معنى (نور على نور)