فاطمة، فسمعت فاطمة فحزنت، فنزل جبرئيل بقوله تعالى: ﴿لئن أشركت ليحبطن عملك﴾ (١) فحزن رسول الله، فنزل: ﴿لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا﴾ (2) فتعجب النبي (صلى الله عليه وآله) من ذلك، فنزل جبرئيل وقال: كانت فاطمة حزنت من قولك فهذه الآيات لموافقتها لترضى (3).
قال بعضهم: لعل المعنى ان هذه الآيات نزلت لتعلم فاطمة ان مثل هذا الكلام المشروط لا ينافي جلالة المخاطب والمسند إليه وبراءته، لوقوع ذلك بالنسبة إلى الرسول (صلى الله عليه وآله)، وإلى الله تعالى أيضا، أو لبيان ان قطع يد فاطمة بمنزلة الشرك، أو ان هذا النوع من الخطاب المراد به الأمة إنما صدر لصدور هذا النوع من الكلام بالنسبة إلى فاطمة (عليها السلام) (4).
وعن علي (عليه السلام): كنا جلوسا عند رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقال: أخبروني أي شئ خير للنساء؟ فعيينا بذلك كلنا حتى تفرقنا، فرجعت إلى فاطمة فأخبرتها الذي قال لنا رسول الله (صلى الله عليه وآله)، وانه ليس أحد منا علمه ولا عرفه، فقالت: أنا أعرفه، خير للنساء أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال.
فرجعت إلى رسول الله (صلى الله عليه وآله) فقلت: يا رسول الله سألتنا أي شئ خير للنساء؟ خير لهن أن لا يرين الرجال ولا يراهن الرجال، قال: من أخبرك؟ قلت: فاطمة، فأعجب ذلك رسول الله (صلى الله عليه وآله) وقال: إن فاطمة بضعة مني (5).