زمن الحديبية في ذي القعدة، وعمرة من العام المقبل في ذي القعدة، وعمرة من الجعرانة في ذي القعدة، وعمرة مع حجته) (1).
ولفظ البخاري، عن قتادة - رحمه الله تعالى - قال: قلت لأنس بن مالك - رضي الله تعالى عنه - كم اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم -؟ قال: أربعا: عمرته التي، صده عنها المشركون عن البيت من الحديبية من ذي القعدة وعمرته - من العام المقبل - حين صالحوه في ذي القعدة، وعمرته الجعرانة حين قسمت غنيمة حنين في ذي القعدة، وعمرته مع حجته) (2).
قوله: عمرته بالنصب يدل من أربع بدل بعض من كل، ويجوز رفعها على أنها خبر مبتدأ محذوف أي: هي عمرته وكذا الباقي.
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والترمذي، وابن ماجة، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر أربع عمر فذكر نحوه) (3).
وروى الإمام أحمد، والثلاثة، وحسنه الترمذي، وابن سعد، عن محرش الكعبي: (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خرج من الجعرانة ليلا معتمرا، فدخل مكة ليلا فقضى عمرته، ثم خرج عن ليلته فأصبح بالجعرانة كبائت، فلما زالت الشمس من الغد خرج من بطن سرف حتى جاء مع الطريق ببطن سرف فمن أجل ذلك خفيت عمرته على الناس)، وفي لفظ: (على كثير من الناس) (4).
وروى الإمام أحمد، ومسدد، عن ابن عمرو - رضي الله تعالى عنهما - قال: (اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر كل ذلك في ذي القعدة، يلبي حتى يستلم الحجر، ولفظ مسدد، كل ذلك لا يقطع التلبية حتى يستلم الحجر).
وروى ابن أبي شيبة، عن البراء - رضي الله تعالى عنه - (أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - اعتمر قبل أن يحج). وفي رواية له، وأبي يعلى، وأحمد (اعتمر رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثلاث عمر) (5).
وروى ابن أبي شيبة، عن ابن عباس - رضي الله تعالى عنهما - قال: (لما قدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الطائف نزل الجعرانة، فقسم بها الغنائم، ثم اعتمر منها، وذلك من ليلتين بقيتا من شوال) (6).