سبل الهدى والرشاد - الصالحي الشامي - ج ٨ - الصفحة ١٦١
وروى الإمام أحمد عن ذي مخمر (1) - رضي الله تعالى عنه - وكان رجلا من الحبشة، يخدم رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: (كنا معه في سفر فأسرع السير حين انصرف، وكان يفعل ذلك لقلة الزاد، فقال له قائل: يا رسول الله لقد انقطع الناس وراءك، فحبس وحبس الناس، حتى تكاملوا إليه فقال لهم: (هل لكم أن نهجع هجعة): أو قال له قائل فنزل ونزلوا، وقال: (من يكلؤنا الليلة)، فقلت أنا - جعلني الله فذلك، فأعطاني خطام ناقته، فقال: (هاك لا تكونن لكع)، قال: فأخذت بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخطام ناقتي فتنحيت غير بعيد، فخليت سبيلهما يرعيان، فإني كذلك أنظر إليهما حتى أخذني النوم، فلم أشعر بشئ حتى وجدت حر الشمس، في وجهي، فاستيقظت فنظرت يمينا وشمالا، فإذا أنا بالراحلتين مني غير بعيد، فأخذت بخطام ناقة رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وخطام ناقتي فأتيت أدنى القوم، فأيقظته، فقلت له أصليتم؟ قال: لا، فأيقظ الناس بعضهم بعضا، حتى استيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وذكر الحديث) (2).
وروى الشيخان عن جابر - رضي الله تعالى عنه - (أن عمر جاء يوم الخندق بعد ما غربت الشمس، فجعل يست كفار قريش، وقال: يا رسول الله ما كدت أصلي العصر حتى كادت الشمس تغرب، فقال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: (والله ما صليتها)، قال: فقمنا إلى بطحان فتوضأ للصلاة وتوضأنا لها، فصلى العصر بعد ما غربت الشمس، ثم صلى بعدها المغرب) (3).
وروى الإمام أحمد وأبو داود عن عمرو بن أمية الضمري - رضي الله تعالى عنه (4).
وروى الإمام أحمد، والنسائي عن جبير بن مطعم - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال في سفر له: (من يكلؤنا الليلة لا يرقد عن صلاة الصبح؟) قال بلال أنا (5).
تنبيه: في بيان غريب ما سبق.
الكرى - بكاف فراء مفتوحتين مقصورا: النوم.

(١) ذو مخبر، ويقال: ذو مخمر - وكان الأوزاعي لا يرى إلا مخمر بميمين: وهو ابن أخي النجاشي ملك الحبشة، معدود في أهل الشام، وكان يخدم النبي صلى الله عليه وسلم.
روى عنه أبو حي المؤذن، وجبير بن نفير، والعباس بن عبد الرحمن، وأبو الزاهرية، وعمر بن عبد الله الحضرمي.
أسد الغابة ٢ / 178.
(2) أحمد في المسند 4 / 90.
(3) أخرجه البخاري (1 / 261) حديث (641) ومسلم (1 / 438) حديث (209 / 631) وبطحان بضم الباء وسكون الطاء عند المحدثين وعند أهل اللغة بفتح الباء والطاء.
(4) أحمد في المسند 5 / 287، وأبو داود 1 / 121 (444).
(5) أحمد في المسند 4 / 81 والنسائي 1 / 240.
(١٦١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 156 157 158 159 160 161 162 163 164 165 166 ... » »»
الفهرست