وروي عن عدي بن حاتم - رضي الله تعالى عنه - قال: (من يؤمنا فليتم الركوع والسجود فإن فينا الضعيف والكبير والمريض وعابر السبيل وذا الحاجة هكذا كنا نصلي مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم -)) (1).
الثالث: في سيرته - صلى الله عليه وسلم - في قضاء الفوائت.
وروى مسلم عن أبي هريرة - رضي الله تعالى عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - حين قفل من غزوة خيبر سار ليلة حتى إذا أدركه الكرى عرس، وقال لبلال: (اكلا لنا الليل)، فصلى بلال ما قدر له، ونام ونام رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه، فلما تقارب الفجر استند بلال إلى راحلته مواجه الفجر، فغلبت بلالا عيناه وهو مستند إلى راحلته فلم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ولا بلال، ولا أحد من أصحابه حتى ضربتهم الشمس، فكان رسول الله - صلى الله عليه وسلم - أولهم استيقاظا، ففزع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (أي بلال) فقال بلال: أخذ بنفسي الذي أخذ بنفسك، بأبي أنت وأمي يا رسول الله قال: (اقتادوا) - وفي لفظ: (تحولوا عن مكانكم الذي أصابتكم فيه الغفلة، فاقتادوا رواحلهم شيئا، ثم توضأ، رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وأمر بلالا فأقام الصلاة، فصلى بهم الصبح، فلما قضى الصلاة قال: (من نسي الصلاة فليصلها إذا ذكرها، فإن الله عز وجل قال: (أقم الصلاة لذكري)) (2) [طه 14].
وروى الإمام أحمد، وأبو داود، والنسائي عن عبد الله بن مسعود - رضي الله تعالى عنه - (أقبلنا مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - من الحديبية ليلا فنزلنا دهاسا من الأرض فقال: (من يكلأنا؟) قال بلال: أنا قال: (إذا تنم) قال: لا، فنام حتى طلعت الشمس، فاستيقظ ناس منهم فلان وفلان فيهم عمر، قال: أهضبوا يعني تكلموا، فاستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال: (افعلوا كما كنتم تفعلون)، فلما فعلوا، قال: (هكذا فافعلوا لمن نام أو نسي) (3).
وروى الإمام أحمد عنه قال: (سرينا ليلة مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - قال: فقلنا: يا رسول الله لو أمستنا الأرض، فنمنا ورعت ركائبنا ففعل، فقال: (ليحرسنا بعضكم)، فقال عبد الله، فقلت أنا أحرسكم قال: فأدركني النوم، فنمت، فلم استيقظ إلا والشمس طالعة، ولم يستيقظ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - إلا بكلامنا: قال: فأمر بلالا، فأذن ثم أقام الصلاة، فصلى بنا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -) (4).