وقال ابن إدريس، عن محمد بن إسحاق، عن الزهري، ومحمد بن علي بن الحسين، وعاصم بن عمرو بن قتادة، وعبد الله بن أبي بكر وعمرو بن شعيب وغيرهم قالوا: أقام رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة خمس عشرة ليلة.
فصل ومما حكم عليه السلام بمكة من الاحكام قال البخاري: حدثنا عبد الله بن مسلمة (1)، عن مالك، عن ابن شهاب، عن عروة، عن عائشة، عن النبي صلى الله عليه وسلم، وقال الليث: حدثني يونس، عن ابن شهاب، أخبرني عروة بن الزبير، أن عائشة قالت: كان عتبة بن أبي وقاص عهد إلى أخيه سعد أن يقبض ابن وليدة زمعة، وقال عتبة: إنه ابني: فلما قدم رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة في الفتح أخذ سعد بن أبي وقاص ابن وليدة زمعة فأقبل به إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وأقبل معه عبد بن زمعة، فقال سعد بن أبي وقاص: هذا ابن أخي عهد إلى أنه ابنه قال عبد بن زمعة: يا رسول الله: هذا أخي، هذا ابن زمعة، ولد على فراشه، فنظر رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى ابن وليدة زمعة فإذا هو أشبه الناس بعتبة بن أبي وقاص، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " هو لك، هو أخوك يا عبد بن زمعة من أجل أنه ولد على فراشه ".
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " احتجبي منه يا سودة " لما رأى من شبه عتبة بن أبي وقاص.
قال ابن شهاب: قالت عائشة: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: " الولد للفراش وللعاهر الحجر ". قال ابن شهاب: وكان أبو هريرة يصرح (2) بذلك.
وقد رواه البخاري أيضا ومسلم وأبو داود والترمذي جميعا عن قتيبة عن الليث به.
وابن ماجة من حديثه. وانفرد البخاري بروايته له من حديث مالك عن الزهري.
* * *