خزاعة على رجل من هذيل فقتلوه وهو مشرك فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم فينا خطيبا فقال: يا أيها الناس إن الله حرم مكة يوم خلق السماوات والأرض فهي حرام من حرام إلى يوم القيامة فلا يحل لامرئ يؤمن بالله واليوم الآخر أن يسفك فيها دما ولا يعضد بها شجرا. الحديث. وفيه فقال عمرو لأبي شريح انصرف أيها الشيخ فنحن أعلم بحرمتها منك إنها لا تمنع سافك دم ولا خالع طاعة ولا مانع جزية. الحديث. قلت الذي وقع في الصحيح أن هذا الخبر لعمرو ابن سعيد بن العاص مع أبي شريح لا لعمرو بن الزبير وهو الصواب. والوهم فيه عن من دون ابن إسحاق. وقد رواه يونس بن بكير عنه على الصواب.
وحين افتتح رسول الله صلى الله عليه وسلم مكة وقف على الصفا يدعو وقد أحدقت به الأنصار فقالوا فيما بينهم أترون رسول الله صلى الله عليه وسلم إذ فتح الله عليه أرضه وبلده يقيم بها فلما فرغ من دعائه قال ما ذا قلتم قالوا لا شئ يا رسول الله فلم يزل بهم حتى أخبروه فقال النبي صلى الله عليه وسلم معاذ الله المحيا محياكم والممات مماتكم.
ذكره ابن هشام وذكر أن فضالة بن عمير بن الملوح أراد قتل النبي صلى الله عليه وسلم وهو يطوف بالبيت عام الفتح فلما دنا منه قال رسول الله صلى الله عليه وسلم أفضالة قال نعم فضالة يا رسول الله قال ماذا كنت تحدث به نفسك قال لا شئ كنت أذكر الله فضحك النبي صلى الله عليه وسلم ثم قال استغفر الله ثم وضع يده على صدره فسكن قلبه فكان فضالة يقول والله ما رفع يده عن صدري حتى ما خلق الله شيئا أحب إلى منه. قال فضالة فرجعت إلى أهلي فمررت بامرأة كنت أتحدث إليها فقالت هم إلى الحديث فقلت لا وانبعث فضالة يقول:
قالت هلم إلى الحديث فقلت لا * يأبى عليك الله والاسلام