يعنى النبي صلى الله عليه وسلم يوما يريد أن يدخل الكعبة مع الناس فغلظت عليه ونلت منه وحلم عنى ثم قال يا عثمان لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت فقلت لقد هلكت قريش يومئذ وذلت فقال بل عمرت وعزت يومئذ ودخل الكعبة فوقعت كلمته منى موقعا ظننت يومئذ أن الامر سيصير إلى ما قال. وفيه أنه عليه السلام قال له يوم الفتح يا عثمان أن ائتنى بالمفتاح فأتيته به فأخذه منى ثم دفعه إلى وقال خذوها تالدة خالدة لا ينزعها منكم إلا ظالم يا عثمان إن الله استأمنكم على بيته فكلوا مما يصل إليكم من هذا البيت بالمعروف.
قال عثمان فلما وليت ناداني فرجعت إليه فقال ألم يكن الذي قلت لك قال فذكرت قوله لي بمكة قبل الهجرة لعلك سترى هذا المفتاح يوما بيدي أضعه حيث شئت فقلت بلى أشهد أنك رسول الله. وروينا عن سعيد بن المسيب أن العباس تطاول يومئذ لاخذ المفتاح في رجال من بني هاشم فدفعه رسول الله صلى الله عليه وسلم لعثمان ودخل النبي صلى الله عليه وسلم يومئذ الكعبة ومعه بلال فأمره أن يؤذن وأبو سفيان بن حرب وعتاب بن أسيد والحارث بن هشام جلوس بفناء الكعبة فقال عتاب لقد أكرم الله أسيدا أن لا يكون سمع هذا فيسمع منه ما يغيظه فقال الحارث أما والله لو أعلم أنه حق لا تبعته فقال أبو سفيان لا أقول شيئا لو تكلمت لأخبرت عنى هذه الحصباء فخرج عليهم النبي صلى الله عليه وسلم فقال لهم لقد علمت الذي قلتم ثم ذكر ذلك لهم فقال الحرث وعتاب نشهد أنك رسول الله والله ما اطلع على هذا أحد كان معنا فنقول أخبرك. وروينا عن ابن إسحاق من طريق زياد البكائي قال حدثني سعيد بن أبي سعيد المقبري عن أبي شريح الخزاعي قال لما قدم عمرو بن الزبير مكة لقتال أخيه عبد الله بن الزبير جئته فقلت له يا هذا إنا كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم حين افتتح مكة فلما كان الغد من يوم الفتح عدت