علي بن أبي طالب يوم الفتح. وأما مقيس بن صبابة فكان قد أتى النبي صلى الله عليه وسلم مسلما قبل ذلك ثم عدا على رجل من الأنصار فقتله بأخيه هشام ابن صبابة بعد أن أخذ الدية وكان الأنصاري قتل أخاه مسلما خطأ في غزوة ذي قرد (1) وهو يرى أنه من العدو. وقد تقدم ذلك في غزوة ذي قرد وأبيات مقيس في ذلك ثم لحق بمكة مرتدا فقتله يوم الفتح نميلة بن عبد الله الليني وهو ابن عمه.
قال أبو عمرو من سنته صلى الله عليه وسلم أنه قال لا أعفى أحدا قتل بعد أخذ الدية هذا من المسلمين. وأما مقيس فارتد أيضا. وأما هبار بن الأسود فهو الذي عرض لزينب بنت رسول الله صلى الله عليه وسلم في سفهاء من قريش حين بعث بها أبو العاص زوجها إلى المدينة فأهوى إليها هبار هذا ونخس بها فسقطت على صخرة فألقت ذا بطنها واهراقت الدماء فلم يزل بها مرضها ذلك حتى ماتت سنة ثمان فقال عليه السلام إن وجدتم هبارا فأحرقوه بالنار ثم قال اقتلوه فإنه لا يعذب بالنار إلا رب النار. فلم يوجد ثم أسلم بعد الفتح وحسن إسلامه وصحب النبي صلى الله عليه وسلم.
وذكر الزبير أنه لما أسلم وقدم مهاجرا جعلوا يسبونه فذكر ذلك لرسول الله صلى الله عليه وسلم فقال سب من سبك فانتهوا عنه. وأما قينتا ابن خطل فرتنا وقريبة فقتلت إحداهما واستؤمن رسول الله صلى الله عليه وسلم للأخرى فأمنها فعاشت مدة ثم ماتت في حياة النبي صلى الله عليه وسلم وأما سارة فاستؤمن لها أيضا فأمنها عليه السلام فعاشت إلى أن أوطأها رجل فرسا بالأبطح في زمن عمر فماتت. واستجار بأم هانئ بنت أبي طالب رجلان قيل هما الحرث بن هشام وزهير بن أبي أمية وقيل أحدهما جعدة بن هبيرة فأجارتهما فأراد على قتلهما فدخلت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يصلى الضحى فذكرت ذلك له فأمضى جوارها وقال قد أجرنا