لا قبل (1) لكم به فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن فقامت إليه هند بنت عتبة فأخذت بشار به فقال اقتلوا الحميت (2) الدسم الأحمس قبح من طليعة قوم قال ويلكم لا تغرنكم هذه من أنفسكم فإنه قد جاءكم ما لا قبل لكم به من دخل دار أبي سفيان فهو آمن قال قاتلك الله وما تغنى عنا دارك قال ومن أغلق عليه بابه فهو آمن ومن دخل المسجد فهو آمن فنفرق الناس إلى دورهم وإلى المسجد. وذكر الطبري أي النبي صلى الله عليه وسلم وجه حكيم بن حزام مع أبي سفيان بعد إسلامهما إلى مكة وقال من دخل دار حكيم فهو آمن - وهى بأسفل مكة - ومن دخل دار أبي سفيان فهو آمن وهى بأعلى مكة فكان هذا أمانا منه لكل من لم يقاتل من أهل مكة - ولهذا قال جماعة من أهل العلم منهم الإمام الشافعي رحمه الله إن مكة مؤمنة وليست عنوة والأمان كالصلح. ورأى أن أهلها كانوا مالكون رباعهم فلذلك كان يجيز كراءها لأربابها وبيعها وشراءها لان من أمن فقد حرم ماله ودمه وذريته وعياله فمكة مؤمنة عند من قال بهذا القول إلا الذين استثناهم رسول الله صلى الله عليه وسلم وأمر بقتلهم وإن وجدوا متعلقين بأستار الكعبة، وأكثر أهل العلم يرون أن فتح مكة عنوة لأنها إنما أخذت بالخيل والركاب. والخلاف بين العلماء في جواز أخذ أجر المساكن بمكة أو المنع منه مشهور معروف، وقد جاء في حديث عن عائشة من طريق إبراهيم بن مهاجر في مكة أنها مناخ من سبق. أخبرنا أبو عبد الله محمد بن أبي الفتح الصوري بمرج دمشق قال أنا أسعد بن سعيد بن روح وعائشة بنت معمر بن الفاخر إجازة من أصبهان قالا أخبرتنا أم إبراهيم فاطمة الجوزدانية سماعا قالت أنا أبو بكر بن ربذة الضبي قال أنا أبو القاسم الطبراني ثنا يوسف بن الحسن بن عبد الرحمن العباداني ثنا نصر بن علي الجهضمي ثنا وهب
(١٨٩)