[ذكر جمل من أخلاقه] عليه أفضل الصلاة والسلام قال الله تعالى (وإنك لعلى خلق عظيم) قالت عائشة رضي الله عنها كان خلقه القرآن يعنى التأدب بآدابه والتخلق بمحاسنه والالتزام لأوامره وزواجره وقد قال صلى الله عليه وسلم بعثت لأتمم مكارم الأخلاق. وقال أنس كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خلقا وكان عليه السلام أرجح الناس حلما. وروى أنه لما كسرت رباعيته وشج وجهه يوم أحد شق ذلك على أصحابه وقالوا لو دعوت عليهم فقال انى لم أبعث لعانا ولكني بعثت داعيا ورحمة اللهم اهد قومي فإنهم لا يعلمون. وكان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس عفوا لا ينتقم لنفسه. ولما تصدى له غورث بن الحارث ليقتله والسيف بيده وقال لرسول الله صلى الله عليه وسلم من يمنعك منى قال له " الله " فسقط السيف من يده فقال له عليه السلام وقد أخذ السيف " من يمنعك منى " فقال كن خير آخذ. فتركه وعفا عنه فجاء إلى قومه فقال جئتكم من عند خير الناس. وعفا عليه السلام عن اليهودية التي سمته في الشاة بعد اعترافها على الصحيح، ولم يؤاخذ لبيد بن الأعصم إذ سحره ولا عبد الله بن أبي وأشباهه من المنافقين بعظيم ما نقل عنهم قولا وفعلا. وكان صلى الله عليه وسلم أسخى الناس كفا ما سئل شيئا فقال لا. وأعطى صفوان بن أمية غنما ملأت واديا بين جبلين فقال أرى محمدا يعطى عطاء من لا يخشى الفقر. ورد على هوازن سباياهم وكانت ستة آلاف وأعطى العباس من الذهب ما لم يطق حمله. وحملت إليه تسعون الف
(٤٢١)