عن علي قال كان ابن خطل يكتب قدام النبي صلى الله عليه وسلم فكان إذا نزل (غفور رحيم) كتب رحيم غفور وإذا نزل (سميع عليم) كتب عليم سميع. وفيه فقال ابن خطل ما كنت أكتب إلا ما أريد ثم كفر ولحق بمكة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم من قتل ابن خطل فهو في الجنة فقتل يوم الفتح وهو متعلق بأستار الكعبة. هذا وهم والنزال بن سبرة له صحبة وروايته عن علي مخرجة في الكتب وإنما الحمل فيه على من هو دونه وهذه الواقعة معروفة عن ابن أبي سرح وهو ممن كان النبي عليه السلام أهدر دمه يوم الفتح كابن خطل فقتل ابن خطل، ودخل بابن أبى سرح على رسول الله صلى الله عليه وسلم عثمان بن عفان فراجع الاسلام بين يديه عليه السلام فقبله بعد تلوم وقد أوردنا ذلك قبل هذا في يوم الفتح. ولم ينقم على ابن أبي سرح بعد ذلك شئ في إسلامه. ومات ساجدا رحمه الله ورضى عنه. وذكر ابن دحية فيهم رجلا من بنى النجار غير مسمى قال كان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم تنصر فلما مات لم تقبله الأرض.
[ذكر حراسه ومن كان يضرب الأعناق] بين يديه ومؤذنيه حرسه يوم بدر حين نام في العريش سعد بن معاذ. ويوم أحد محمد بن مسلمة ويوم الخندق الزبير بن العوام. وحرسه ليلة بنى بصفية أبو أيوب الأنصاري بخيبر أو ببعض طريقها فذكر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم احفظ أبا أيوب كما بات يحفظني. وحرسه بوادي القرى بلال وسعد بن أبي وقاص وذكوان بن عبد قيس.
وكان على حرسه عباد بن بشر فلما نزلت (والله يعصمك من الناس) ترك الحرس.
وكان الذين يضربون بين يديه الأعناق علي بن أبي طالب والزبير والمقداد ومحمد ابن مسلمة وعاصم بن ثابت، ومؤذنوه بلال وعمرو بن أم مكتوم الأعمى وسعد القرظ ابن عائذ مولى عمار بن ياسر، وأبو محذورة سمرة بن معير وقيل أوس.