لو ما رأيت محمدا وقبيله * بالفتح يوم تكسر الأصنام لرأيت دين الله أضحى بينا * والشرك يغشى وجهه الاظلام وفر يومئذ صفوان بن أمية فاستأمن له عمير ين وهب الجمحي رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه وأعطاه عمامته التي دخل بها مكة فلحقه عمير وهو يريد أن يركب البحر فرده فقال يا رسول الله اجعلني بالخيار شهرين فقال أنت بالخيار أربعة أشهر. وكانت أم حكيم بنت الحارث بن هشام تحت عكرمة بن أبي جهل فأسلمت واستأمنت له رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمنه فلحقته باليمن فردته وأقرهما رسول الله صلى الله عليه وسلم هو وصفوان على نكاحهما الأول. قال ابن سعد ثم بعث رسول الله صلى الله عليه وسلم تميم بن أسد الخزاعي فجدد أنصاب الحرم وحانت الظهر فأذن بلال فوق ظهر الكعبة وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تغز قريش بعد هذا اليوم إلى يوم القيامة يعنى على الكفر ووقف رسول الله صلى الله عليه وسلم بالحزورة (1) فقال إنك لخير أرض الله وأحب أرض الله إلى ولولا أنى أخرجت منك ما خرجت. وبث رسول الله صلى الله عليه وسلم السرايا إلى الأصنام التي حول مكة فكسرها منها العزى ومناة وسواع وبوانة وذو الكفين. ونادى مناديه بمكة من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فلا يدع في بيته صنما إلا كسره. ومما قيل من الشعر يوم الفتح الفتح قول حسان بن ثابت:
عفت ذات الأصابع فالجواء * إلى عذراء منزلها خلاء (2) ديار من بنى الحسحاس قفر تعفيها الروامس والسماء