أبى سرح فكان ممن أسلم قبل ذلك وهاجر وكان يكتب الوحي لرسول الله صلى الله عليه وسلم ثم ارتد مشركا وصار إلى قريش فلما كان يوم الفتح فر إلى عثمان وكان أخاه من الرضاعة أرضعت أمه عثمان فغيبه حتى أتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد ما اطمأن الناس فاستأمنه له فصمت رسول الله صلى الله عليه وسلم طويلا ثم قال نعم فلما انصرف عثمان قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لمن حوله ما صمت إلا ليقوم إليه بعضكم فيضرب عنقه فقال رجل من الأنصار فهلا أومأت إلى يا رسول الله فقال إن النبي لا ينبغي أن يكون له خائنة أعين. قلت وكان بعد ذلك ممن حسن إسلامه ولم يظهر منه شئ ينكر عليه وهو آخر النجباء العقلاء الكرماء من قريش وكان فارس بنى عامر بن لؤي المقدم فيهم وولاه عمر بن الخطاب ثم عثمان رضي الله عنهم. وأما ابن خطل فإنما أمر بقتله فإنه كان مسلما فبعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم مصدقا وبعث معه رجلا من الأنصار وكان معه مولى لهم يخدمه وكان مسلما فنزل منزلا وأمر المولى أن يذبح له تيسا فيصنع له طعاما فنام فاستيقظ ابن خطل ولم يصنع له شيئا فعدا عليه فقتله ثم ارتد مشركا. وكانت له قينتان فرتنا وقريبة وكانتا تغنيان بهجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمر بقتلهما معه فقتله سعيد بن حريث المخزومي وأبو برزة الأسلمي. وروينا عن ابن جميع حدثنا محمد ابن أحمد الخولاني بمكة ثنا أحمد بن رشدين قال حدثني أبي عن أبيه عن ابن لهيعة عن عقيل عن ابن شهاب عن أنس بن مالك عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه دخل مكة عام الفتح وعلى رأسه المغفر فلما نزعه جاءه رجل فقال ابن خطل متعلق بأستار الكعبة فقال اقتلوه. قال ابن شهاب ولم يكن رسول الله صلى الله عليه وسلم يومئذ محرما. وأما عكرمة بن أبي جهل ففر إلى اليمن فاتبعته امرأته أم حكيم بنت الحارث بن هشام فردته فأسلم وحسن إسلامه وكان يعد من فضلاء الصحابة.
وأما الحويرث بن نقيد فكان يؤذى رسول الله صلى الله عليه وسلم بمكة فقتله