والتمسا في رحلها فلم يجدا شيئا فقال لها على إني أحلف بالله ما كذب رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا كذبنا ولتخرجن هذا الكتاب أو لنكشفنك فلما رأت الجد منه قالت أعرض فأعرض فحلت قرون رأسها فاستخرجت الكتاب فدفعته إليه فأتى به رسول الله صلى الله عليه وسلم فدعا حاطبا فقال له ما حملك على هذا فقال والله إني لمؤمن بالله ورسوله ما غيرت ولا بدلت ولكني ليس لي في القوم أصل ولا عشيرة ولى بين أظهر هم ولد وأهل فصانعتهم عليهم فقال عمر بن الخطاب يا رسول الله دعني فلا ضرب عنقه فان الرجل قدنا فق فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم وما يدريك يا عمر لعل الله قد اطلع على أصحاب بدر يوم بدر فقال اعملوا ما شئتم فقد غفرت لكم. ثم مضى رسول الله صلى الله عليه وسلم لسفره فاستخلف على المدينة أبارهم كلثوم بن الحصين الغفاري، وقال ابن سعد عبد الله ابن أم مكتوم فخرج لعشر مضين من شهر رمضان فصام وصام الناس مع حتى إذا كانوا بالكديد أفطر ثم مضى حتى نزل مر الظهران في عشرة آلاف. وعميت الاخبار عن قريش فهم على وجل وارتقاب فخرج أبو سفيان بن حرب وحكيم ابن حزام وبديل بن ورقاء يتحبسون الاخبار. وكان العباس بن عبد المطلب قد خرج قبل ذلك بعياله مسلما مهاجرا فلقى رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل بالجحفة وقيل بذى الحليفة وكان فيمن خرج ولقى رسول الله صلى الله عليه وسلم ببعض الطريق أبو سفيان بن الحرث وعبد الله بن أبي أمية بن المغيرة بالابواء وقيل بين السقيا والعرج فأعرض عنهما فقالت له أم سلمة لا يكن ابن عمك وابن عمتك أخي أشقى الناس بك وقال على لأبي سفيان فيما حكاه أبو عمر إئت رسول الله صلى الله عليه وسلم من قهل وجهه فقل له ما قال إخوة يوسف عليه السلام ليوسف (تالله لقد آثرك الله علينا وإن كنا لخاطئين) فإنه لا يرضى أن يكون أحد أحسن قولا منه. ففعل ذلك أبو سفيان قال له رسول الله صلى الله عليه وسلم (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو
(١٨٥)