لعمرك إني يوم أحمل راية * لتغلب خيل اللات خيل محمد لكالمدج الحيران أظلم ليله * فهذا أواني حين أهدى فاهتدى هداني هاد غير نفسي ودلني * على الله من طردته كل مطرد فضرب رسول الله صلى الله عليه وسلم صدره وقال أنت طردتني كل مطرد.
وكان أبو سفيان بعد ذلك ممن حسن إسلامه فيقال إنه ما رفع رأسه إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم منذ أسلم حيا، منه، وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحبه ويشهد له بالجنة ويقول أرجو أن يكون خلفا من حمزة، ويروى أنه لما حضرته الوفاة قال لا تبكوا على فلم أنتطف (1) بخطيئة منذ أسلمت. فلما نزل رسول الله صلى الله عليه وسلم مر الظهران (2) وقال ابن سعد نزله عشاء فأمر أصحابه فأوقدوا عشرة آلاف نار وجعل على الحرس عمر بن الخطاب رقت نفس العباس لأهل مكة قال فجلست على بغلة رسول الله صلى الله عليه وسلم البيضاء فخرجت عليها حتى جئت الأراك فقلت لعلى أجد بعض الحطابة أو صاحب لبن أو ذا حاجة يأتي مكة فيخبرهم بمكان رسول الله صلى الله عليه وسلم ليخرجوا إليه فيستأمنوه قبل أن يدخلها عنوة فوالله إني لأسير عليها إذا سمعت كلام أبي سفيان وبديل بن ورقاء وهما يتراجعان وأبو سفيان يقول ما رأيت كالليلة نيرانا قط ولا عسكرا قال يقول بديل هذه والله خزاعة حمشتها (3) الحرب فيقول أبو سفيان خزاعة أذل وأقل