ومكرز بن حفص بن الاخيف حتى جاوزوا خزاعة إلى الحرم. فلما انتهوا إليه قالت بنو بكر يا نوفل إنا قد دخلنا الحرم الهك الهك. فقال كلمة عظيمة لا إله اليوم يا بنى بكر أصيبوا ثأركم فلعمري إنكم لتسرقون في الحرم أفلا تصيبون ثأركم فيه وقد أصابوا منهم ليلة بيتوهم بالوتير رجلا يقال له منبه فلما دخلت خزاعة مكة لجأوا إلى دار بدليل بن ورقاء الخزاعي ودار مولى لهم يقال له رافع ولما تظاهر بنو بكر وقريش على خزاعة ونقضوا ما كان بينهم وبين رسول الله صلى الله عليه وسلم من العهد والميثاق خرج عمرو بن سالم الخزاعي، قال ابن سعد في أربعين راكبا حتى قدم على رسول الله صلى الله عليه وسلم المدينة وكان ذلك ما هاج فتح مكة فوقف عليه وهو جالس في المسجد بين ظهري الناس فقال:
يا رب انى ناشد محمدا * حلف أبينا وأبيه الا تلدا قد كنتم ولدا وكنا والدا * ثمت أسلمنا فلم ننزع يدا فانصر هداك الله نصرا أعتدا * وادع عباد الله يأتوا مددا فيهم رسول الله قد تجردا * إن سيم خسفا وجهه تربدا في فيلق كالبحر يجرى مذبدا * إن قريشا أخلفوك الموعدا ونقضوا ميثاقك الموكدا * وجعلوا لي في كداء رصدا وزعموا أن لست أدعو أحدا * وهم أذل وأقل عددا هم بيتونا بالوتير هجدا * وقتلونا ركعا وسجدا يقول قتلنا وقد أسلمنا فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم نصرت يا عمرو بن سالم ثم عرض رسول الله صلى الله عليه وسلم عنان من السماء فقال إن هذه السحابة لتستهل بنصر بنى كعب ثم خرج بديل بن ورقاء في نفر من بنى خزاعة حتى قدموا على رسول