والفضل وقثم ابنا عباس وشقران مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم. قال أوس بن خولي - وهو أبو ليلى - لعلي بن أبي طالب: أنشدك الله! وحظنا من رسول الله صلى الله عليه وسلم، قال له علي: انزل وكان شقران مولاه أخذ قطيفة كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يلبسها فدفنها في القبر وقال والله لا يلبسها أحد بعدك! فدفنت مع رسول الله صلى الله عليه وسلم. وقد رواه الإمام أحمد: عن حسين بن محمد، عن جرير بن حازم، عن ابن إسحاق مختصرا. وكذلك رواه يونس بن بكير وغيره عن إسحاق به. وروى الواقدي عن ابن أبي حبيبة، عن داود بن الحصين عن عكرمة، عن ابن عباس عن أبي بكر الصديق عن رسول الله صلى الله عليه وسلم:
" ما قبض الله نبيا إلا ودفن حيث قبض ". وروى البيهقي: عن الحاكم، عن الأصم، عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير عن محمد بن إسحاق، عن محمد بن عبد الرحمن بن عبد الله بن الحصين (1) أو محمد بن جعفر بن الزبير. قال: لما مات رسول الله صلى الله عليه وسلم اختلفوا في دفنه فقالوا: كيف ندفنه، مع الناس أو في بيوته؟ فقال أبو بكر إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: " ما قبض الله نبيا إلا دفن حيث قبض ". فدفن حيث كان فراشه رفع الفراش وحفر تحته. وقال الواقدي: حدثنا عبد الحميد بن جعفر، عن عثمان بن محمد الأخنسي، عن عبد الرحمن بن سعيد - يعني ابن يربوع - قال: لما توفي النبي صلى الله عليه وسلم اختلفوا في موضع قبره. فقال قائل: في البقيع فقد كان يكثر الاستغفار لهم، وقال قائل: عند منبره، وقال قائل: في مصلاه. فجاء أبو بكر فقال: إن عندي من هذا خبرا وعلما، سمعت رسول الله يقول: " ما قبض نبي إلا دفن حيث توفي ". قال الحافظ البيهقي: وهو في حديث يحيى بن سعيد، عن القاسم بن محمد، وفي حديث ابن جريج عن أبيه كلاهما عن أبي بكر الصديق عن النبي صلى الله عليه وسلم مرسلا. وقال البيهقي: عن الحاكم عن الأصم عن أحمد بن عبد الجبار، عن يونس بن بكير، عن سلمة بن نبيط بن شريط، عن أبيه عن سالم بن عبيد - وكان من أصحاب الصفة -. قال: دخل أبو بكر على رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث مات ثم خرج، فقيل له: توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: نعم! فعلموا أنه كما قال وقيل له: أنصلي عليه وكيف نصلي عليه؟ قال: تجيئون عصبا عصبا فتصلون فعلموا أنه كما قال. قالوا: هل يدفن وأين؟ قال: حيث قبض الله روحه فإنه لم يقبض روحه إلا في مكان طيب، فعلموا أنه كما قال (2). وروى البيهقي: من حديث سفيان بن عيينة، عن يحيى بن سعيد الأنصاري عن سعيد بن المسيب. قال: عرضت عائشة على أبيها رؤيا وكان من أعبر الناس، قالت: رأيت ثلاثة أقمار وقعن في حجري، فقال لها: إن صدقت رؤياك دفن في بيتك من خير أهل الأرض ثلاثة، فلما قبض رسول الله صلى الله عليه وسلم قال يا عائشة: هذا خير أقمارك (3). ورواه مالك عن يحيى بن سعيد عن عائشة منقطعا. وفي الصحيحين عنها أنها قالت: