ما حالك حال من قرأها أما لعبت بالشطرنج قال بلى! قال: فهل رأيت شاها يدخل على شاه قال لا. قال: فما حملك على ان سلمت نفسك إلى من هو أقوى منك ثم سيره إلى خراسان مقبوضا، ثم ملك قزوين وقلاعها ومدينة ساوة وآبة ويافت وقبض على صاحبها ولكين بن وندرين وسيره إلى خراسان.
ولما ملك محمود الري كتب إلى الخليفة القادر بالله يذكر أنه وجد لمجد الدولة من النساء الحرائر ما يزيد على خمسين امرأة ولدن له نيفا وثلاثين ولدا، ولما سئل عن ذلك قال هذه عادة سلفي وصلب من أصحابه الباطنية خلقا كثيرا ونفى المعتزلة إلى خراسان وأحرق كتب الفلسفة ومذاهب الاعتزال والنجوم وأخذ من الكتب ما سوى ذلك مائة حمل.
وتحصن منه منوجهر بن قابوس بن وشمكير بجبال حصينة وعرة المسالك فلم يشعر إلا وقد أطل عليه يمين الدولة فهرب منه إلى غياض حصينة وبذل خمسمائة ألف دينار ليصلحه فأجابه إلى ذلك فأرسل المال اليه فسار عنه إلى نيسابور.
ثم توفي منوجهر عقيب ذلك ولي بعده ابنه أنو شروان فأقره محمود على ولايته وقرر عليه خمسمائة الف دينار أخرى وخطب لمحمود في أكثر بلاد الجبل إلى حدود أرمنية وافتتح ابنه مسعود زنجان وأبهر وخطب له علاء الدولة بأصبهان وعاد محمود إلى خراسان واستخلف بالري ابنه مسعودا فقصد أصبهان وملكها من علاء الدولة وعاد عنها واستخلف بها بعض أصحابه فثار به أهلها فقتلوه فعاد إليهم فقتل منهم مقتله عظيمة نحو خمسة آلاف قتيل وسار إلى الري فأقام بها.