اتخذت دونه جنة تقيك ان في ذلك لعبرة للمعتبرين وانك لآية للمستبصرين.
وبنى على مدينة النبي صلى الله عليه وسلم سورا وله شعر حسن فمن شعره لما أرسل إليه أبو تغلب بن حمدان يعتذر من مساعدته بختيار ويطلب الأمان، فقال عضد الدولة:
(أأفاق حين وطئت ضيق خناقه * يبغي الأمان وكان يبغي صارما) (فلأركبن عزيمة عضدية * تاجية تدع الأنوف رواغما) وقال أبياتا منها بيت لم يفلح بعده وهي هذه:
(ليس شرب الكاس إلا في المطر * وغناء من جوار في السحر) (غانيات سالبات للنهي * ناغمات في تضاعيف الوتر) (مبرزات الكاس من مطلعها * ساقيات الراح من فاق البشر) (عضد الدولة وابن ركنها * ملك الاملاك غلاب القدر) وهذا البيت هو المشار إليه.
وحكي عنه انه كان في قصره جماعة من الغلمان يحمل إليهم مشاهراتهم من الخزانة فأمر أبا نصر خواشاذه ان يتقدم إلى الخازن بان يسلم جامكية الغلمان إلى نقيبهم في شهر قد يقي منه ثلاثة أيام قال أبو نصر فأنسيت ذلك أربعة أيام فسألني عضد الدولة عن ذلك فقلت أنسيته فاغلظ لي فقلت أمس استهل الشهر والساعة نحمل المال وما ههنا ما يوجب شغل القلب.