إلي في أن يسمعوه مني ليرووه فاعتذرت بالإعراض عنه وعدم الفراغ منه فإنني لم أعاود مطالعة مسودته ولم أصلح ما أصلح فيها من غلط وسهو ولا أسقطت منها ما يحتاج إلى إسقاط ومحو وطالت المراجعة مدة وهم للطلب ملازمون وعن الاعراض معرضون وشرعوا في سماعه قبل إتمامه وإصلاحه وإثبات ما تمس الحاجة إليه وحذف ما لا بد من اطراحه والعزم على إتمامه فاتر والعجر ظاهر للاشتغال بما لا بد منه لعدم المعين والمظاهر ولهموم توالت ونوائب تتابعت فأنا ملازم الإهمال والتواني فلا أقول إني لأسير اليه سير الشواني.
فبينما الأمر كذلك إذ برز أمر من طاعته فرض واجب واتباع أمره حكم لازب من أعلاق الفضل باقباله عليها نافقة وأرواح الجهل باعراضه عنها نافقة من أحيا المكارم وكانت أمواتا وأعادها خلقا جديدا بعد أن كانت رفاتا من عم رعيته عدله ونواله وشملهم إحسانه وإفضاله مولانا مالك الملك الرحيم العالم المؤيد المنصور والمظفر بدر الدين ركن الاسلام والمسلمين محيي العدل في العالمين خلد الله دولته.
فحينئذ أقيت عني جلباب المهل وأبطلت رداء الكسل وألفت الدواة