تبع على الملك وأمر الجن من أهل اليمن بطاعته فاستعملهم ذو تبع فعملوا له عدة حصون باليمن منها سلحين ومراوح وفليون وهنيدة وغيرها فلما مات سليمان لم يطيعوا ذا تبع وانقضى ملك ذي تبع وملك بلقيس مع ملك سليمان.
وقيل بل بقيا وقيل إن بلقيس ماتت قبل سليمان بالشام وأنه دفنها بتدمر وأخفى قبرها.
ذكر غزوته أبا زوجته جرادة ونكاحها وعبادة الصنم في داره وأخذ خاتمه وعوده إليه قيل سمع سليمان بملك في جزيرة من جزائر البحر وشده ملكه وعظم شأنه وأنه لم يكن للناس إليه سبيل فخرج سليمان إلى تلك الجزيرة وحملته الريح حتى نزل بجنوده بها فقتل ملكها وغنم ما فيها وغنم بنتا للملك لم ير الناس مثلها حسنا وجمالا فاصطفاها لنفسه ودعاها إلى الإسلام فأسلمت على قلة رغبة فيه وأحبها حبا شديدا وكانت لا يذهب حزنها ولا تزال تبكي فقال لها ويحك ما هذا الحزن والدمع الذي لا يرقأ. قالت: إني أذكر أبي وملكه وما أصابه فيحزنني ذلك قال فقد أبدلك الله ملكا خيرا من ملكه