(جزى الله رب الناس عني متمما * بخير الجزاء ما أعف وأجودا) (أجيرت به أبناءنا ودماؤنا * وشارك في اطلاقنا وتفردا) (أبا نهشل إني لكم غير كافر * ولا جاعل من دونك المال سرمدا) يوم أقرن قال أبو عبيدة غزا عمرو بن عمرو بن عدس التميمي بني عبس فأخذ إبلهم واستاق سبيهم وعاد حتى إذا كان أسفل ثنية أقرن نزل وابتنى بجارية من السبي ولحقه الطلب فاقتتلوا قتالا شديدا فقتل أنس الفوارس بن زياد العبسي عمرا وابنه حنظلة واستردوا الغنيمة والسبي فنعى جرير على بني دارم ذلك فقال:
(أتنسون عمرا يوم برقة أقرن * وحنظلة المقتول إذ هو يافعا) وكان عمرو أسلع أبرص وكان هو ومن معه قد أخطأوا ثنية الطريق في عودهم وسلكوا غير الطريق فسقطوا من الجبل الذي سلكوه فلقوا شدة ففي ذلك يقول عنترة:
(كأن السرايا يوم نيق وصارة * عصائب طير ينتحين لمشرب) (شفى النفس مني أو دنا لشفائها * تهورهم من حالق متصوب) (وقد كنت أخشى أن أموت ولم تقم * مراتب عمرو وسط نوح مسلب) وكانت أم سماعة بن عمرو بن عمرو من عبس فزاره خاله فقتل بابيه،