(وما تدري وإن أنتجت سقيا * لغيرك أم يكون لك الفصيل) (وما أن أخوة كبروا وطابوا * بباقية وأمهم هبول) (ستثكل أو يفارقها بنوها * بموت أو يجيء لهم قتول) ذكر الحرب بين بني عمرو بن عوف وبني الحارث، وهو يوم السرارة ثم أن بني عمرو بن عوف من الأوس وبني الحرث من الخزرج كان بينهما حرب شديدة.
وكان سببها أن رجلا من بني عمرو قتله رجل من بني الحرث فعدا بنو عمرو على القاتل فقتلوه غيله فاستكشف أهله فعلموا كيف قتل فتهيئوا للقتال وأرسلوا إلى بني عمرو بن عوف يؤذنونهم بالحرب فالتقوا بالسرارة وعلى الأوس حضير بن سماك والد أسيد بن حضير وعلى الخزرج عبد الله بن سلول أبو الحباب الذي كان رأس المنافقين فاقتتلوا قتالا شديدا صبر بعضهم لبعض أربعة أيام ثم انصرفت الأوس إلى دورها ففخرت الخزرج بذلك وقال حسان بن ثابت في ذلك:
(فدى لبني النجار أمي وخالتي * غداة لقومهم بالمثقفة السمر) (وصرم من الأحياء عمرو بن مالك * إذا ما دعوا كانت لهم دعوة النصر) (فوالله لا أنسى حياتي بلاءهم * غداة رموا عمرا بقاصمة الظهر)